السؤال الأول الذي يطرحه البرنامج ما هو الجديد في الأمر؟
احتوى برنامج ما خفي أعظم الذي بثته الجزيرة أمس 5-11-2021، على ثلاثة مواضيع مهمة، كانت معروفة من حيث العناوين وهي:
1. هروب جلبوع وقمع الأسرى بعده.
2. قمع الأسرى في النقب 2019
3. قضية احتجاز حرية لعناصر من الموساد الاسرائيلي أما الجديد والمهم فيما بثه البرنامج فهو:
1. مسألة التوثيق، فاعتماد الجزيرة لرواية معينة مدعومة بالشهادات والصور هو أمر مهم وجديد بدون أدنى شك، فقمع اسرائيل للأسرى كان معروفا ولكنه الآن وتحديدا في حادثة النقب موثق شاهده مئات الملايين عبر العالم.
2.قضية المحتجزين من الموساد، أكدت الجزيرة رواية احتجاز عناصر الموساد ودعمت ذلك بفيديو مصور وواضح إضافة الى وثيقة الهوية أو جواز السفر واعتراف أحدهم وهو ديفيد بيري بأنه يسكن في مستوطنة معاليه أدوميم.
هل سيؤثر فيديو عناصر الموساد على تقديم صفقة لتبادل الأسرى؟
الأمر يعتمد على ثلاثة أمور:
أولا: تحرك أهالي وأصدقاء عناصر الموساد من أجل ذلك.
ثانيا: مدى استمرارية تدفق المعلومات من حرية حول هؤلاء الأشخاص.
ثالثا: مدى التنسيق بين حرية والمقاومة الفلسطينية.
بالنسبة لما سبق فهناك عقبات جدية منها:
أن الموساد يستخدم سياسة الإنكار وعدم الاعتراف بشكل عام، وبالتالي من الضروري استمرار تدفق المعلومات المحرجة والفاضحة لإسرائيل، وأيضا من أجل دفع أصدقاء المحتجزين من الموساد للتحرك، ففي نهاية المطاف سيضطرون لذلك أمام استمرار تدفق المعلومات المحرجة والمثيرة.
أما مسألة التنسيق بين حرية والمقاومة فإن الأمر غير واضح حتى الآم لعدم معرفة هوية حرية ولكن من المتوقع والمنطقي أن يكون هناك تنسيقاً معيناً لخدمة قضية وطنية وقومية وانسانية وهي إطلاق سراح الاسرى الذين أثبت برنامج ما خفي أعظم مدى القهر والقمع الذي يتعرضون له.
بقيت الإشارة إلى أن البرنامج فضح اسرائيل بكل ما تحمل من معنى، فمن جهة واحدة فضح الموساد وأساليب عمله وشوّش على صورة الأسطورة التي يحاول بنائها لنفسه، ومن جهة ثانية كشف البرنامج مدى همجية ووحشية عناصر قوات الأمن الاسرائيلية، ومن جهة ثالثة أظهر كشف الديموقراطية الزائفة الاسرائيلية حيث التغطية على الجرائم التي تشمل معظم أو كل مؤسسات الدولة المستوطنة.