قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ما وراء "ما خفي أعظم"!

محمد عطا الله
محمد عطا الله

الكاتب/ محمد عطا الله

يفتح البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة "ما خفي أعظم -الطريق للحرية"، الباب أمام العديد من التساؤلات المهمة والتي تتعلق بملف يعتبر من أهم الملفات في القضية الفلسطينية وهو ملف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف البرنامج عن العديد من القضايا المهمة كان أولها ما يتعلق بالمعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية وأهمها إجراءات التعذيب التي حدثت في سجن النقب عام 2019، وليس انتهاءً بالحدث الأبرز الذي تبع أحداث نفق الحرية مؤخرا وهروب 6 أسرى من سجن جلبوع في سبتمبر/أيلول الماضي.

وعرض البرنامج مقاطع مسربة حصرية مسربة توثق جانبا من المعاناة المريرة التي يعيشها الأسرى من قمع وتعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية، فيما كان الأهم مقطع فيديو لحركة تطلق على نفسها "حرية" تتبنى خطف إسرائيليين كانا في مهمات أمنية خارج "إسرائيل".

ويمكن قراءة دلالة ما طرحه برنامج الجزيرة في عدة مسارات:

الأول والأهم كان نهاية البرنامج وهو الكشف عن مصير إسرائيليين يعملان لدى جهاز الموساد الإسرائيلي والذي ينشط عمله في مختلف الدول خارج فلسطين المحتلة، ويعرفان نفسيهما بأنهما ديفيد بيري وديفيد بن روزي ويطلبا المساعدة من الحكومة الإسرائيلية.

وهو ما يعني أن ثمة تحدي كبير وصفعة قوية وجهت لحكومة نفتالي بينت التي تتكأ على عصا هشة، وتحاول التهرب من الحديث في الملفات المصيرية خشية إسقاطها، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأمور أمامها.

عدم الكشف عن مصير رجلي الموساد المأسورين لدى ما يسمى بحركة حرية، ومكان احتجازهما والأهم ربط مصيرهما بالإفراج عن أسرى فلسطينيين، يعني أن هناك ثمنا كبيرا وجديدا ستضطر "إسرائيل" إلى دفعه لاحقا من أجل الوصول لمعلومات عنهما أو إطلاق سراحهما.

تبني قناة الجزيرة نشر فيديو الإسرائيليين مع صور أوراق ثبوتية إسرائيلية سبق نشرها من الجهة الخاطفة، يثبت مصداقية هذا الفيديو، وهو ما من شأنه أن يكسر حالة الصمت الذي تمارسه إسرائيل دون أن يصدر عنها أي إشارة أو إعلان حتى اللحظة بشأن المخطوفين الاثنين.

الأهم والأبرز هو ما يمكن أن يشكله ما كشفه هذا البرنامج من دفعة جديدة لدى الوسطاء من أجل الضغط على حكومة بينت لعقد صفقة تبادل قد تكون أشمل وأكبر، لا سيما وأن ما يعرف بحركة حرية قد يكون مدخل التواصل والتفاوض معها هي المقاومة.

في نهاية المطاف فإن هذا المتغير الجديد والذي فرض نفسه على ملف الأسرى داخل السجون، من شأنه أن يصب في مصلحتهم ويدفع باتجاه تقصير الطريق نحو حريتهم.

البث المباشر