ذكر تقرير إسرائيلي اليوم، الأحد، أن صدام حفتر، نجل قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، الجنرال خليفة حفتر، وصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين الماضي، حاملا رسالة من والده تطلب مساعدة عسكرية سياسية إسرائيلية، وفي المقابل تعهد بإقامة علاقات دبلوماسية في المستقبل بين ليبيا و(إسرائيل).
وذكر التقرير الذي نشره محلل الشؤون الاستخبارية في مدونته في موقع "هآرتس"، يوسي ميلمان، أن الزيارة استمرت ساعة ونصف الساعة في مطار بن غوريون.
ووصل صدام حفتر بطائرة "فالكون" إلى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، قادما من دبي. وبعد ساعة ونصف الساعة من توقف الطائرة في المطار الإسرائيلي، أقلعت متجهة إلى ليبيا، وفقا لميلمان.
وأضاف ميلمان أنه ليس واضحا مع من التقى صدام حفتر أثناء توقفه في مطار بن غوريون، "لكن والده أجرى اتصالات سرية مع إسرائيل في الماضي، ومندوبو شعبة ’تيفيل’ في الموساد التقوا معه أكثر من مرة. كما أجرى مندوبون من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي اتصالات مع جهات ليبية في السنوات الأخيرة".
وأشار ميلمان إلى أن مسؤولا سابقا في الشاباك، يشار إليه بالحرف "ر" لقبه "ماعوز"، هو الذي يشرف على "صيانة الاتصالات مع دول عربية"، بتكليف من رئيس مجلس الأمن القومي السابق، مئير بن شبات. لكن "ماعوز" تنحى عن منصبه هذا في أعقاب خلافات بينه وبين رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، الذي انتهت ولايته في أيار/مايو الماضي.
وبعد بدء ولاية الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أودع "الملف الليبي" بأيدي نمرود غوز، وهو مسؤول سابق في الشاباك ويرأس حاليا دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا والعلاقات السياسية في مجلس الأمن القومي.
وحسب ميلمان، فإن زيارة حفتر الابن في إسرائيل، الأسبوع الماضي، مرتبطة بانتخابات الرئاسة الليبية التي يتوقع أن تجري في 23 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وتابع ميلمان أن إسرائيل كانت تهتم دائما بليبيا، بسبب موقعها الجيو إستراتيجي على البحر المتوسط وبجوار مصر، وكذلك بسبب جالية يهودية كبيرة التي كانت في ليبيا وتأثيرهم بعد هجرتهم إلى إيطاليا.
كذلك كان لدعم الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، للمنظمات الفلسطينية سبب في تركيز إسرائيل اهتمامها على ليبيا، إلى جانب سعيه لحيازة أسلحة كيميائية وبيولوجية. لكن إسرائيل فوجئت من أن القذافي سعى إلى تطوير سلاح نووي بعد إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق مع ليبيا حول وقف هذا البرنامج النووي. وأضاف ميلمان أن الاستخبارات الإسرائيلية أدخلت إلى ليبيا عملاء للموساد وأنزلت قوات كوماندو ووجهت نحوها وسائل استخبارات عسكرية تكنولوجية.
وتابع ميلمان أنه في موازاة ذلك، أجرى مندوبون إسرائيليون اتصالات "ذات طابع سياسي وإنساني مع نظام القذافي، في سنوات الالفين. وركز هذه الاتصالات نجل القذافي، سيف الإسلام، وشارك فيها رجال أعمال يهود من أصول ليبية".
ووفقا لميلمان، فإن الموساد والشاباك أجريا اتصالات مع حفتر من أجل إحباط إرسال شحنات أسلحة "مسروقة" من المخازن الليبية إلى حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. وأشار ميلمان إلى أن إسرائيل أيدت حفتر في الصراع الليبي الداخلي، لكن في مرحلة لاحقة تقرر في الموساد أنه ينبغي إقامة علاقات مع الحكومة الرسمية في طرابلس.
والإثنين الماضي، هبطت طائرة خاصة تابعة لشخصية مقربة من قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، الجنرال خليفة حفتر، في مطار بن غوريون في اللد، قادمة من مطار دبي، بحسب ما أفاد الصحافي الإسرائيلي إيتاي بلومينتال.
وكتب بلومينتال، وهو مراسل الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، تغريدة على حسابه في "تويتر"، قال فيها إن "طائرة خاصة من طراز (P4-RMA) يستخدمها رجال الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي يسيطرعلى شرق ليبيا، ستهبط في مطار بن غوريون".ولم يتطرق الصحافي الإسرائيلي إلى أفراد ركاب الطائرة الذين لم تتضح هويتهم، وإذا ما كانت ستعقد لقاءات بين الشخصيات التي كانت على متن الطائرة، وبين المسؤولين الإسرائيليين.
وأضاف بلومينتال في تغريديه "يحظى الجنرال حفتر بدعم روسيا، ومصر والإمارات والأردن وفرنسا، وفي الماضي كانت هناك مزاعم بأن إسرائيل تساعده أيضا".
ولم يصدر أي تعليق من حفتر أو الجانب الإسرائيلي بشأن الطائرة التابعة لرجال حفتر، علما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا.