قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حد السيف.. حد ما زال مسلطا على رقاب المحتل وأعوانه

ابراهيم قويدر
ابراهيم قويدر

ابراهيم غازي قويدر

لم تعد المعركة مع العدو الصهيوني تقتصر على الأسلحة النارية أو المعدات العسكرية فقط، ولم يعد الميدان العسكري هو الوحيد الذي تنشب فيه معارك بين المقاومة والاحتلال فالمعركة امتدت الى ميادين أخرى وبوسائل مختلفة تتناسب مع طبيعة الصراع.

إنها المعركة الاستخباراتية أو صراع العقول التي باتت الأكثر خطورة وإيلاماً للعدو، لأنها معركة تدور رحاها في الخفاء، وتتسم بحساسية كاملة في المعلومات والتخطيط والتنفيذ.

لقد تمكنت المقاومة خلال الفترة الماضية من تنفيذ العديد من العمليات النوعية في هذا الميدان والتي شكلت ضربات موجعة للعدو وأدخلته في حالة من التخبط لتؤكد قدرتها وبسالتها من الوصول الى الاحتلال ومواجهته في كافة الميادين وكافة الصُعد.

ولقد كانت معركة حد السيف التي حدثت ليلة الحادي عشر من شهر نوفمبر لعام 2018 المعركة الفارقة في تاريخ الصراع الاستخباراتي بين المقاومة والعدو حيث حاول الاحتلال تنفيذ عملية زرع أجهزة تجسس متطورة لاختراق منظومة المقاومة ولكن بحنكة ووعي المقاومة تمكنت في هذا التاريخ من اكتشاف الوحدة المكلفة بهذه المهمة

(وحدة سيرت متكال الصهيونية) تحطمت على أبواب قطاع غزة لتشكل ضربة نوعية واخفاقاً مدوياً للمنظومة الأمنية والاستخباراتية الصهيونية، وتبقى جرحاً غائراً لن ينساه الاحتلال أبداً، لتندلع على اثرها معركة حد السيف التي قدمت فيها المقاومة أروع ملاحم البطولة، وبدأت الى جانب الأجهزة الأمنية عملية تطهيرٍ للقطاع من العملاء والمتعاونين مع الاحتلال وتقطع أذرعه التي حاولت وتحاول العبث بمقدرات المقاومة وأمن واستقرار قطاع غزة.

لقد تمكنت المقاومة من ايصال رسالة قوية للعدو بأن تراب غزة حرامٌ عليكم وإن العبث بمقدرات المقاومة سيكلف ردوداً قوية ونوعية من المقاومة

لقد أثبتت معركة حد السيف أن العدو لن يتوانى للحظة واحدة عن محاولة الإضرار بالمقاومة ومقدراتها وأن افشال مخططه في هذه المعركة لن يثنيه عن اعادة الكرة مرات ومرات، وهذا ما تعيه المقاومة جيداً وتعمل ليل نهار على كشف ومجابهة مخططات العدو.

كما أثبت هذه المعركة أن المقاومة على قدرٍ عالٍ من اليقظة والحذر والاستعداد الجيد للتعامل مع مثل تلك المحاولات، وإن ما قدمته من شهداء وجرحى في سبيل افشال هذا المخطط، هو شيء قليل بالنسبة لو نجح الاحتلال في هذه العملية.

لقد كسرت هذه المعركة هيبة الاحتلال حيث لم تتوقف آثارها على الفرقة المنفذة بل تعدت الى كل مكونات الكيان وشكلة ضربة في مقتل على المستوى الامني والسياسي للاحتلال فعلى إثرها تم تغيير قائد الوحدة، واستقال ليبرمان من حكومة الاحتلال وأصبحت هذه العملية محل تراشق سياسي داخل الكنيست الصهيوني لما شكلته من عملية كي وعيٍ كبيرٍ على الجبهة الداخلية الصهيونية

هذه المعركة هي واحدة من معارك حدثت وستحدث بين المقاومة والاحتلال، فهي ليست آخر المعارك وما دامت أرضنا محتلة فان المعركة قد تندلع دون سابق انذار وعليه فان المقاومة مطالبة بأن تكون على درجة عالية من الوعي واليقظة وفي حالة تدريب وتطوير مستمر في كافة الميادين العسكرية والأمنية والاستخباراتية، كما أن الشعب مطالبٌ بأن يكون ظهراً قوياً وسداً منيعاً للمقاومة في مواجهة مخططات العدو.

البث المباشر