تحدثت "عربي21" مع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية عناية الله خوارزمي، حول تشكيل حركة طالبان "للجيش الإسلامي"، وعن موعد اكتمال تشكيله، وما إذا كان سيضم جنودا سابقين من الذين كانوا في الجيش السابق أم لا.
وقال خوارزمي، إن "تشكيل الجيش هو حق لكل دولة، وإن إمارة أفغانستان الإسلامية، دولة ونظاما، توفر الأمن لشعبها، لها الحق في تشكيل حكومة منظمة وجيش منظم".
وأشار إلى أن "الجيش سيكون مجهزا من كل النواحي المادية من تجهيزات عسكرية وسلاح وغيرها، والمعنوية بما تحمل من معاني الاستقلال والالتزام والصدق والإيمان وغيرها من الصفات".
ولفت إلى أنه "لا يمكن الآن تحديد موعد اكتمال تشكيله بوقت دقيق، إلا أنه سيكتمل في وقت قريب".
وحول إذا ما كان الجيش الجديد سيضم جنودا عملوا في الجيش السابق، قال خوارزمي: "بالطبع هناك تفسير خاص لدى البعض حول جنود الحكومة السابقة، فهم يعتبرون أن الجنرالات السابقين الذين كانوا يتاجرون بدماء وأرواح الشعب هم جميع الجنود السابقين، وهذا ليس صحيحا، فالجنود السابقون أبعد بكثير من هؤلاء الجنرالات".
وأضاف: "الجنود السابقون على وجه التحديد لقد تم تجنيدهم فعلا مجددا، وهم حاليا متواجدون مع إخوانهم ويخدمون، فعلى سبيل المثال، يوجد في مكتبي الآن جنديان سابقان تم إضافتهما للجيش الجديد حالا، كذلك معظم موظفي المكتب هم من الذين خدموا في زمن الحكومة السابقة، وكذلك هناك جنود سابقون كثر موجودون معنا حاليا، لهذا في رأيي سؤال هل سيجندون أم لا؟ هو سؤال غير منطقي، لأنهم الآن فعليا مجندون وملتحقون بالخدمة العسكرية من دون أي تمييز عن أي جندي التحق حديثا أو قديما".
وعن التحديات التي تواجه تشكيل الجيش قال خوارزمي: "لا شك أن كل حكومة في بداية تشكيلها، سواء أرادت ذلك أم لا، لديها بطبيعة الحال بعض النواقص، ولكن ليست لدينا مشكلة كبيرة فالجيش في طور التشكيل، وأما عدد أفراده سيتحدد بعد انتهائهم من التدريبات، وكذلك سيكون على حسب الوضع في البلاد والمجتمع، وبالنهاية قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية أو وزارة الدفاع في الإمارة هي من تحدد العدد اللازم".
وأكد أن "تدريبات الجنود مستمرة في المعسكرات وأماكن التدريب، وبعضهم تخرج والبقية ما زالوا في التدريب، وهذه هي وظيفة الجيش الدائمة، التدريب والاستعداد بشكل دائم".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد أفادت بأن عناصر من أجهزة الاستخبارات والأمن والجيش التابعة للنظام الأفغاني السابق قد التحقوا بتنظيم الدولة، الذي تصاعد نشاطه مؤخرا مع سيطرة حركة طالبان على البلاد.
إلا أن خوارزمي نفى هذه الأنباء ووصفها بالكاذبة، مضيفا: "نفى المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية ذبيح الله مجاهد في تصريحات سابقة هذه الأنباء، وبرأيي هذه شائعات ودعاية سلبية يبثها البعض، ويريدون من ذلك تنفير الشعب والأمة من النظام الحالي والحكومة الحالية، كذلك نفس الجنود السابقين نفوا انضمامهم إلى داعش".
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة طالبان ونائب وزير الإعلام، ذبيح الله مجاهد، خلال حديثه لـ"عربي21"، على أن اكتمال بناء الجيش سينتهي خلال سنتين.
ولفت إلى أن "الجنود السابقين وخاصة أصحاب الخبرة الفنية سيتم ضمهم للجيش الجديد وسيتم إلحاقهم بالخدمة العسكرية والتدريب، وأما عدد أفراده فليس معلوما حتى الآن، ولكن بالتأكيد أمن أفغانستان يحتاج إلى 100 ألف أو أكثر، وذلك لحفظ الأمن واستقلالية البلاد".
وحول التحديثات التي تواجه تشكيل الجيش، أوضح مجاهد بأن "أهم تحد حاليا هو المشاكل الاقتصادية فقط، والتي نسعى لحلها، فهي تؤثر على معيشة الشعب ككل وليس فقط تشكيل الجيش، ونحن نسعى للتخلص منها بشكل نهائي".