قائمة الموقع

الأسير العمور شهيد جديد يكمل محكوميته في ثلاجة الموتى

2021-11-18T12:28:00+02:00
الشهيد سامي العمور.jpg
الرسالة-رشا فرحات

في الصور التي تتناقل بعد وفاة الأسير سامي العمور، كثير من القتلى، وليس قتيلا واحد، هناك أسير قتله السجن والإهمال الطبي، وسواد الزنزانة ونافذتها العالية، وهواءها غير النقي، وظلمة البعد والانتظار، والأوجاع المضاعفة التي يدفعها أسير لأنه من غزة.

وهناك في ذات الصورة قتلى آخرين، هم قتلى الانتظار، قتلهم عد الأيام والسنوات حتى يخرج سامي محررا إلى أحضانهم.

أم ثكلى، تلف وجهها وتترك الدمع يتساقط خجلا يعرف طريقه، يحفر اخدودا في الوجه، ثم يختبئ تحت اللثام الذي تلف فيه نصف وجهها، فتغطي الوجع وتكدسه فوق أوجاع كثيرة أخرى، ووالد يجلس إلى جوار الأم الصامته، يستمع إلى نهاية الحكاية الطويلة، وخطيبته التي تقلب صوره وتهز رأسها بعد أن تحولت كل الآمال إلى يأس مفاجئ، إلى انكسار.

اعتقل سامي وشقيقه في 2008 وحكم سامي ب 19 وحمادة ب12، عاد حمادة ولم يعد سامي، وبقي يصارع المرض خلف الزنازين، بعد أن خلفت ظلمات الزنازين قلبا موجوعا لا تعلم أمه عنه شيئا، لأنها منعت من زيارته قبل سنوات، تفاقم فيها وضعه الصحي، بعد إجراء عملية قلب مفتوح، لكنها لم تتخيل الموت يباغت ابنها هكذا صباح اليوم، كانت تتمنى أن تمر السنوات المتبقية أسرع، حتى تفرح به ويتزوج بقربها.

أما خطيبته التي أعياها الانتظار، فقد قطع حبل انتظارها الموت المفاجئ، وقد وصفت حالته:" هاتفني قبل يومين، وأخبرني أنه في سجن عسقلان، وبأنه مريض جدا ولا يقوى على الكلام، لكنني لم أكن أتخيل لأنه كان يحاول أن يطمئنني، وطلب مني أن أطمئن أمه وعائلته" .

وقد أعلن مكتب إعلام الأسرى، اليوم الخميس، عن استشهاد الأسير سامي العمور داخل سجون الاحتلال "نتيجة الإهمال الطبي المتعمد".

وأشار المكتب إلى أنّ الأسير العمور من قطاع غزة كان محكوماً بالسجن لمدة 19 عاماً، ومعتقلاً منذ عام 2008، لافتاً إلى أنه "كان يعاني من مشكلة في القلب، ومورس بحقه إهمال طبي متعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال".

وتابع  بيان المكتب أنّ الأسير "منذ فترة بدأ يواجه تراجعاً كبيراً ثم تدهوراً خطيراً في وضعه الصحي، وخضع لعملية جراحية في القلب"، مشيراً إلى أنه "باستشهاده يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 شهيد".

 

وكما للموت قصة، فما بعد الموت قصة أخرى، فبعد رحيل الأسير، لا تنه الرحلة بقبر قريب من أحبته، ولكن الأكثر ألما في قصص الأسرى ليس عمرا ضاع خلف القضبان، ولكنها موتة سيكملونها في ثلاجة الموتى قبل أن يسلم جثمانه إلى أهله.

 فوفقا لقانون المحتل الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي فإن هذا القانون يعطي للاحتلال الحق باحتجاز جثامين الشهداء الأسرى لإكمال محكوميتهم قبل تسليم جثامينهم لذويهم.

وهكذا، بقي هناك حكم أخر سيقضيه سامي العمور في ثلاجة باردة.

 

اخبار ذات صلة