في الوقت الذي تهرول فيه بعض الحكومات العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، يبقى صوت شعوبها الأقوى برفضها كل أشكال التعاطي مع المحتل، وبات ذلك جليا في مقاطعتهم لأي فعالية رياضية أو فنية كانت تشارك فيها فرق (إسرائيلية).
الأيام الأخيرة شهدت أكثر من حدث انسحاب بسبب وجود مشاركات (إسرائيلية) في فعاليات مختلفة، جعلت الكثير من المشاهير المتضامنين من القضية الفلسطينية ينسحبون رغم أن المشاركة كانت فرصة ينتظرونها.
منتصف الاٍسبوع الماضي انسحبت ملكة جمال اليونان، رافائيلا بلاستيرا، من مسابقة ملكة جمال الكون التي تنظمها "إسرائيل" في ديسمبر المقبل، وجاء ذلك كما أعلنت عبر صفحتها على الانستغرام بسبب الفظائع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ما فعلته بلاستيرا لاقي تفاعلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، دعما لها وتنديدا بالظلم الذي يلقاه الفلسطيني من قبل الاحتلال.
كما ولحق بلاستيرا، الفنانة سهاد الخطيب والفلسطيني علاء أبو دياب حين انسحبا من فعاليات "معهد العالم العربي" في باريس بسبب مشاركة فرق "اســــرائــيلية" في المهرجانات التي ينظمها المعهد.
وقبل الانسحاب ومعرفة أبو دياب بمشاركة فرق (إسرائيلية)، كان قد أعلن على صفحته الفيسبوك عن فرحته الشديدة للمشاركة في المهرجان وكونه سيكون أول "ستاند أب كوميدي" يشارك فيه، لكن سرعان ما تراجع وأعلن" بناء على ما ورد اليوم في بيان حركة المقاطعة، أعتذر عن تقديم العرض الذي كان مقررا في معهد العالم العربي في باريس بتاريخ 18 ديسمبر المقبل".
وسيشهد العالم العربي في فرنسا مطلع ديسمبر المقبل، فعاليات تطبيعية منها مهرجان "arabofolies" الذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الفنانين العرب إلى جانب فرقة (إسرائيلية) تحت مسميات "الفن لأجل الفن".
بدورها دعت حركة المقاطعة المشاركين في المهرجان التطبيعي إلى الضغط لإلغاء مشاركة الفرقة الإسرائيلية ومقاطعة المهرجان حال رفض المنظمون الاستجابة لهذه الضغوط.
ودعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية (لإسرائيلPACBI))، كافة الفنانين والفنانات العرب والفلسطينيين والدوليين المتضامنين، المشاركين بمهرجان " Arabofolies" التطبيعي في فرنسا، إلى إفشال مشاريع التطبيع التي ينظمها معهد العالم العربي والانسحاب في حال فشل الضغط.
وقالت الحملة في بيان: "أما إذا أصبح التطبيع نهجا في أنشطة المعهد، أو عقد المعهد اتفاقيات ما مع الاحتلال أو مع مؤسساتها المتواطئة في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، فقد يصبح المعهد خاضعاً للمقاطعة".
وأشار البيان إلى أن المهرجان يشارك فيه فرقة إسرائيلية، مؤكدا أن حملة المقاطعة تهدف إلى الضغط لإلغاء دعوة الفرقة، ومقاطعة المهرجان في حال رفض المنظمون ذلك.
وشددت الحملة الفلسطينية على ضرورة رفع درجات الحذر والتحري الدقيق حول المشاركين والمشاركات في أي مهرجان دولي والجهات الداعمة، تجنبا للوقوع في التطبيع.
وفي الوقت الذي انسحبت فيه ملكة جمال اليونان من مسابقة في (إسرائيل) وكذلك الفنانون من مهرجان فني تطبيعي، أيضا أعلنت ماليزيا أنها لن تسمح للمنتخب الإسرائيلي المشارك في بطولة العالم للإسكواش، المقرر انطلاقها في 7 ديسمبر/كانون الأول القادم، بدخول أراضيها.
وقالت قناة (N12) الإسرائيلية، الثلاثاء، إن وزارتي الثقافة والرياضة والخارجية في إسرائيل تدخلتا لحل المشكلة.
وكان وزير الخارجية الماليزي قال في بيان، نهاية الشهر الماضي، إن بلاده ثابتة في "التزامها بدعم نضال الشعب الفلسطيني، ومعارضة استمرار العدوان الإسرائيلي والقمع الممنهج في الأراضي الفلسطينية"
بدورها، أشادت حركة حماس بالرفض الماليزي، وذكرت أن هذا الرفض يعبّر عن الموقف الأصيل الدائم لماليزيا، في مناهضة التطبيع مع الاحتلال، ودعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده.