بثت الحكومة الإثيوبية صورا جديدة لرئيس الوزراء آبي أحمد وهو يزور قوات الجيش في جبهات القتال، حيث ما زالت المعارك مستعرة في أغلبها مع قوات جبهة تيغراي والفصائل المتحالفة معها، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 9 ملايين شخص باتوا يواجهون الجوع كنتيجة مباشرة للصراع.
وقال آبي أحمد إن بلاده فخورة بجنودها وجيشها الوطني، وإنهم سيصدون هجوم العدو وسيحققون النصر، وإن جبهة تيغراي لن تستطيع التغلب على جنود بلاده.
معركة آبي أحمد والتيغراي.. هل ينفرط عقد إثيوبيا؟
40 مليون إثيوبي يعيشون على حدوده المضطربة.. هل تنفجر أزمة إثيوبيا بوجه السودان؟
إثيوبيا.. ما طبيعة المشهد الميداني؟ ولمن السيطرة بين أطراف القتال؟
تطورات ميدانية في جبهات القتال.. ما المآلات المحتملة للحرب في إثيوبيا؟
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق بورقا وشيفرا على الحدود بين إقليمي عفر وأمهرة.
وقالت الحكومة إن قواتها تتقدم باتجاه مدينة باتي وصولا إلى كومبلشا في عمق شرق إقليم أمهرة، لكن جبهة تحرير شعب تيغراي لم تعلّق عن هذه المستجدات.
قتال متواصل
من جهته، قال مراسل الجزيرة -الموجود في عفر- إن القتال مستمر بين الجيش الإثيوبي وقوات عفر الخاصة من جهة، ومقاتلي جبهة تيغراي من جهة أخرى، وذلك في مناطق باتي شفرا على حدود عفر وأمهرة، وفي منطقة ولديا على طريق عفر تيغراي.
وأضاف المراسل أن أصوات المدافع ومختلف أنواع الأسلحة كانت تُسمع طوال الليل في عدة بلدات على تخوم عفر وأمهرة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر محلية أن الجيش الإثيوبي وقوات عفر تمكنا من تأمين بلدة ميلي الإستراتيجية في عفر، وهي منطقة مهمة عسكريا، إذ تطل على الطريق الإستراتيجي الرابط بين أديس أبابا وجيبوتي.
وأعلن مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي أن الجيش الفدرالي سيطر على مناطق بورقا، والجبال المحيطة بمدينة باتي شفرا، كما تمكن من السيطرة على جبهة باتي كاساجيتا، واتجه إلى مناطق باتي وكومبولتشا.
وفي إقليم عفر، قال مكتب الاتصال الحكومي إن الجيش "حرر" مدينتي شفرا وشفتو، ويتقدم لتطويق المناطق التي تسيطر عليها جبهة تحرير تيغراي.
أما في جبهة شواربيت، فما زالت المعارك دائرة بين القوات الحكومية من جهة، وتحالف جبهة تيغراي وجماعة أنوق شني الأورومية من جهة أخرى.
وفي ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد العسكري في إثيوبيا.
وأضاف برايس -بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وبلينكن- أن الوزير شدد على الحاجة إلى التحرك العاجل لإجراء مفاوضات.
وعلى صعيد متصل، قالت السفارة الأميركية في أديس أبابا إن الوضع الأمني في البلاد يستمر في التدهور، وحثت رعاياها على المغادرة بشكل فوري وباستخدام الخيارات التجارية المتاحة.
الجوع يتربص
على الصعيد الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 9 ملايين شخص باتوا يواجهون الجوع كنتيجة مباشرة للصراع.
وتتركز الأزمة الإنسانية في الأقاليم الثلاثة: تيغراي، وأمهرة، وعفر؛ فقد شهد إقليم أمهرة أكبر قفزة في الأرقام من حيث عدد الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما يقارب 4 ملايين شخص.
وتوسّع نطاق سوء التغذية في مناطق القتال، حيث تشير الأرقام إلى أن نحو 50% من الحوامل والمرضعات اللائي تم فحصهن في أمهرة وتيغراي يعانين من سوء التغذية.
أما الأطفال، فأشارت بيانات الفحص إلى أن معدلات سوء التغذية بينهم في الأقاليم الثلاثة تتراوح بين 16 و28%.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات في إثيوبيا سلامويت كاسا إن المساعدات الإنسانية في إقليم تيغراي استؤنفت منذ أيام قليلة.
وأضافت كاسا -في بيان- أن المساعدات وصلت عبر طائرات للمنطقة بتنظيم وتنسيق مع الأمم المتحدة، وأوضحت أن عدد النازحين من منطقتي أمهرة وعفر تجاوز مليونا و600 ألف، حيث تم توزيع أكثر من 265 ألف طن من الأغذية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأضافت الوزيرة الإثيوبية أن الدعم الأساسي المقدم للنازحين بسبب الهجوم يتم بشكل أساسي من خلال الحكومة والمنظمات الشريكة.
المصدر : الجزيرة + وكالات