يُحيي الفلسطينيون، والناشطون حول العالم والمنظمات العالمية بما فيها الأمم المتحدة، في الـ 29 من نوفمبر/ تشرين الثاني، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يُصادف ذكرى قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.
وبينما يضع بعضا من حكام العرب أوزار الحرب الموهومة على طاولة السلام والتطبيع، يحمل مناصروا القضية الفلسطينية حول أقطاب العالم، تلك القضية على اكتافهم مؤمنين بأنها عنوان لقضية السلام ورمزية العدالة في العالم.
تعاطف مثلّ "تهديدا استراتيجيا" بوصف الاحتلال، لا سيما وأنه تجسد على هيئة حملات مقاطعة واسناد، تمخض عنها خسائر اقتصادية (لإسرائيل)، علاوة على عزل سياسي أكبر.
وهو ما دفعها وفق مراقبين، لإطلاق حملة سياسية كبيرة في العواصم العالمية والأوروبية تحديدا، لمجابهة حملات المقاطعة، ومحاولة نعت المقاومة بالإرهاب.
** تهديد استراتيجي
الإعلامي الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي، لا يخفي أن أحد أهم أسباب حظر حماس في بريطانيا، هو الانزعاج (الإسرائيلي) من تصاعد حركة التضامن.
وقال بيراوي لـ"الرسالة نت" إن انزعاج (إسرائيل) من تصاعد حركة التضامن، والتي تمثلت مؤخرًا في منع طلبة بريطانيين للسفيرة الإسرائيلية من إكمال القاء محاضرة، وهتفوا ضد العنصرية، يعدّ أحد أهم الأسباب.
إلى جانب ذلك ردة الفعل الأوروبية والبريطانية على أحداث الحرب الأخيرة ضد غزة في شهر مايو؛ اذ خرج قرابة مليون بريطاني للتظاهر ضد الحرب.
وأوضح "البيراوي" أنّ من بين الأسباب، تصاعد حركات المقاطعة التي تصفها إسرائيل بـ "حركات نزع شرعية عنها، مشيرًا أن الاحتلال يعدها خطرًا استراتيجيًّا وفق تقاريره الصادرة منذ عام 2010، ورصد لها خطط معلنة وغير معلنة للمواجهة.
وتقدر الأوساط المراقبة، أن قرابة مليون بريطاني خرج في تظاهرة شعبية رفضا للعدوان الأخير على غزة صيف عام 2021 كأكبر مسيرة تأييد في العالم.
** ترهيب وتخويف!
من جهته، أكدّ المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أحمد محيسن، أن الهدف الأساسي من قرار بريطانيا، ترهيب الشارع الفلسطيني في أوروبا.
إلى جانب ذلك، ترهيب مناصري القضية الفلسطينية في الساحة الأوروبية، وارباك حالة تعاظم المساندة والدعم الشعبي للقضية في هذه القارة، بحسب حديث محيسن لـ"الرسالة نت" .
ولا يخفي محيسن أنّ هذا القرار يعبر عن خوف إسرائيلي حقيقي من تنامي ظاهرة المقاطعة التي ألحقت خسائر مهمة لديه.
ويوضح أنّ (إسرائيل) تعتبر هذا التنامي "تهديد استراتيجي"، ينبغي مواجهته بكل الطرق، وفي مقدمتها اقناع الدول الغربية بتشديد الخناق على حركة حماس.
** عدوان مضادّ!
في مقابل الهجمة الإسرائيلية تجاه حملات التضامن، لا تخفي الجاليات الفلسطينية، تعرضها لحرب شرسة من السفارات الفلسطينية في سياق تقييد عملها.
وأكدّ جورج رشماوي رئيس إتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، وجود تحركات تستهدف تقييد عمل الجاليات الفلسطينية في الخارج.
وقال رشماوي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إن عملية التحرك في إطار استهداف فصائل العمل الوطني او الجاليات مسألة فاعلة في أوروبا وتجري في بعض الأحيان برعاية أطراف معروفة.
وذكر أن تأثير هذه الحملات ضعيف وغير فاعل في ضوء إدراك الشعب الفلسطيني وقواه الحية لما يجري حوله من مؤامرات، ورغبته في احياء مؤسساته التي تسعى لاستنهاض واقع قضيته في المهجر.
ولم تخف شخصيات عربية عديدة، أن حالة التطبيع العربي، مثّلت حالة لحرف البوصلة عن القضية الرئيسية دون أن تنجح في تحقيق أهدافها لهذه اللحظة.