شدّد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أنه آن الأوان لحسم الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، وأن تضع الأمة خطة متكاملة ليس فقط من أجل التصدي لمخططات التهويد بل من أجل التحرير والعودة.
وقال هنية في كلمته اليوم خلال افتتاح مؤتمر رواد بيت المقدس الثاني عشر في إسطنبول "رواد القدس يحملون سيفها" الذي ينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين إن "الشراكة بين الأمة في مواجهة الاحتلال هي شراكة حقيقية، والأمة لم تتخل يومًا عن فلسطين والقدس، ولا تغرب شمسها أبدًا"، لافتًا إلى الحاجة الماسة إلى بناء جبهة موحدة مع مكونات الأمة لمواجهة الاحتلال.
وأضاف أنه "يجب أن يكون لدينا خطة متكاملة لإسقاط التطبيع الذي أخذ للأسف الشديد صفة التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الدول"، مشيرًا إلى أن التطبيع سيزيد الحكومات المطبّعة ضعفًا ولن يزيد العدو قوة.
وأوضح رئيس الحركة أن "متغيرات في غاية الأهمية تُحيط بالقضية والمنطقة والأمة"، مبينًا أن حماس تقرأ هذه المتغيرات باتجاهات إيجابية وتطورات مهمة لصالح القضية والأمة.
وأشار إلى أن معركة سيف القدس شكّلت تحولًا مهمًا في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني، وخلقت مناخات ما زالت تتردد في كل الاتجاهات، مشددًا على أن سيف القدس لن يغمد إلا بتحرير فلسطين.
وعلى صعيد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بيّن هنية أن هذا الانسحاب سيعقُبه انسحابات أخرى، ويُضعف حلفاءها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، مردفًا أن أمريكا لم تعد شرطي العالم، ولم تعد القادرة على فرض هيمنتها وجبروتها على شعوب الأمة.
فيما قال إن "هذا المؤتمر بما يشمل عليه من قامات رجالًا ونساءً يأخذنا إلى مكان العزة والشرف والشراكة في مشروع التحرير، في الوقت الذي تسعى فيه القوى المعادية إلى هندسة المنطقة بشكل يخدم أعداء الأمة وغزو الوعي وضرب الفكر والوجدان".
وفي سياق آخر استعرض هنية ثلاث أولويات للأمة خلال الفترة الراهنة متمثلة في رفع شأن القدس والأقصى، ودعم المقاومة في فلسطين، وإسقاط التطبيع.
وجدّد التأكيد على أن المقاومة مستمرة في تراكم القوة وبناء الصرح وامتلاك الوسائل والقدرات، وأنها كانت وما زالت وستبقى الخيار الاستراتيجي للتحرير ومواجهة الاحتلال، وقال "لا نامت أعين الجبناء إذا أسقطنا السيف والبندقية وحق العودة، وشُلَّت أيماننا إن تخلينا عن قدسنا وأقصانا".