مستغلًا مساحةً قيد الإنشاء داخل منزله ليفتح مشروعه الصغير في حجمه الكبير في فكرته بعدما أرهقته الطرقات بحثاً عن عمل بشهادته الجامعية، فلجأ الشاب مؤمن أبو شهلا (25 عامًا)، لإنشاء مشروعٍ خاص بالمشغولات الخشبية.
تخرج أبو شهلا عام 2018 من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية تخصص محاسبة، ولم يكلّ في تسجيل بياناته الخاصة بطلبات التوظيف، وإلحاق سيرته الذاتية في مشاريع البطالة هُنا وهُناك لعلّه يحظى بفرصة عمل، وكذلك تحديثها باستمرار، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
اكتشف أبو شهلا موهبته في مرحلة الثانوية بعدما صنع حوضًا خاصًّا بالزراعة، ولكنه أجل التعمق بها لحين انتهاء دراسته، على أمل أن يجد فرصة عمل تناسب شهادته الجامعية.
خصص الشاب غرفتين من بيته لعرض ما يُنتجه ومن ثمّ تصويره بهاتفه المحمول؛ لتسويقه عبر منصات التواصل شتّى، من خلال صفحات تحمل اسم مشروعه وتضم مشغولاته كافّة.
"غسق ستور" اسمٌ أطلقه مؤمن على مشروعه اقتداءً بشركة ديكورات متقدمة بصنع اللوحات الفنية في إحدى الدول العربية.
ولصعوبة الوضع الاقتصادي اقترض مؤمن مبلغ مالي بقيمة 250$، لشراء بعض المعدات الخفيفة التي يحتاج إليها في ورشته، والأدوات وتوفير المواد الخام اللازمة لمشروعه.
ولاقت أعماله إعجاب وقبول كل من يراه، ما شجعّه على الانطلاق بقوة وبروحٍ مندفعة نحو صناعة الانتيكا بشغفٍ وإبداع كبير.
بين ماكينات قص ونحت وأخرى لرش الألوان، يقضي مؤمن وقته في إنتاج طلبات زبائنه أو أشكال وأعمال اتخذ قرارًا بتطبيقها.
جذوع الخشب الصمّاء، وأنواع أخرى من المعادن، يصنع منها مؤمن قطع ومنحوتات فنيّة نابضة بالحياة والأمل.
ويوضح أبو شهلا أن مشروعه هو مشروع ريادي لإنتاج القطع الخشبية والأنتيكا وجميع الديكورات ومكملات الديكور المنزلي سواء الديكورات الداخلية أو الخارجية، من الأخشاب المصنعة أو الطبيعية التي تتم إعادة تدويرها".
وخلال حديثه ل "الرسالة نت" يقول:" كان لزامًا علي أن أتوجه لمشروع واهزم حالة الإحباط التي راودتني بعد البحث الدؤوب عن عمل في مجال تخصصي أو حتى بطالة ، فكنت بين خيار الاستسلام أو إثبات نفسي في أي مجال، فسلكت الطريق نحو موهبتي في صناعة الأشكال الخشبية وتدويرها".
ويواجه أبو شهلا عدة تحديات أبرزها تردي الوضع الاقتصادي العام، وعدم توفر بعض مواد الخام الأساسية مثل مادة "الإيبوكسي"، إلى جانب الانقطاع المتكرر للكهرباء ما يؤثر سلبًا على استمرارية عمله.
و تتنوع الأشكال الفنية التي يُنتجها وفق ذوق وطلب الزبائن، منها: "صناديق للمهر ودبل العرسان، والكافي كورنر، والأرفف الخشبية، وتنفيذ زوايا التصوير، ومكملات الديكور، إضافة إلى الديكورات الحديثة".
ويتمنى أبو شهلا، أن يُوسع عمله لتُصبح ورشته الصغيرة، متحفًا فنيًا كبيرًا، يعبر من خلالها إلى عالم المنحوتات الخشبيّة العالمية.