أبناء حماس يتحدون البرد القارس وفاءً للانطلاقة

النصيرات-محمد بلّور-الرسالة نت

ملابسه ملونة من أثر الطلاء وقناعه الأسود لا يظهر سوى عينين مجهدتين تتحركان في محجريهما قبل الرد على رنين هاتفه الخلوي.يتلقى بين دقيقة وأخرى اتصالات على هاتفه من ملثمين آخرين يسألونه عن نقطة الالتقاء في ليلة بردها قارس .

منذ أسبوع يسهر مئات نشطاء جهاز العمل الجماهيري في حركة حماس على كتابة وتعليق الشعارات والملصقات في الشوارع متحدين موجة البرد القارس وعواصف الغبار .وبإمكان المارة على الطرقات والمفترقات العامة مشاهدة صور لكبار الشهداء والأسرى وقراءة شعارات الانطلاقة الثالثة والعشرين وأخرى تؤكد وفاء حماس للأسرى وحق العودة والأرض.

وكانت "الرسالة نت" تجوّلت في شوارع مخيم النصيرات في ساعة متأخرة من الليل التقت خلالها ببعض الملثمين وسألتهم عن أنشطتهم الليلية.

قناع أسود

يجتهد الملثم ذو القناع الأسود "مسئول مجموعة الملثمين" في تبيض أحد الجدران استعدادا لكتابة الشعارات عليها قبل أن يأتي زميله ويزينها بشعارات انطلاقة حماس.بجواره تماما يتحرك ملثمان بأقنعة خضراء يناولونه حينا ويتناوبون لأداء مهمته حينا آخر .

وأكد الملثم أنه منذ أسبوع يقوم ورفاقه بكتابة شعارات الانطلاقة في شوارع مخيم النصيرات .وأضاف:"كما ترانا في هذه الساعة المتأخرة من الليل لا نهتم للجو البارد مؤمنين أن حركتنا مباركة فنلبي دعوتها ونسير على درب الياسين والرنتيسي" .

وتابع الملثم ذو القناع الأسود:"نتأخر في كتابة الشعارات وتعليق الرايات كل ليلة ولا يمنعنا البرد القارس ومستعدين لفعل أي شيء وفاء لحماس" .

مرت عليه 4 أيام بلياليهن وهو على هذه الشاكلة بذل فيها جهدا كبيرا وهو راض النفس –كما قال .وأشار أن الاستعدادات للانطلاقة تسير على قدم وساق –يلوّح بيده وأن حماس والقسام في خط الدفاع الأول.

قناع أخضر

بجواره تماما وقف ملثم بقناع أخضر وبزّة خضراء مرقطة كاشفا عن ساعدين مجهدين من أثر أعماله الليلية مع رفاقه.فضّل الملثم الأخضر الحديث عن سلسلة أعماله منذ الخامس من ديسمبر حين بدأ مع 700 ملثم عرضا من أمام منزل أبرز مؤسسي حماس الشيخ عبد الفتاح دخان.

تنبعث من ردائه المرقّط رائحة الطلاء النفّاثة وهو يضيف:"انطلقنا الليلة من منطقة مخيم 1 متحدين البرد نصرة للدين وحبا لحماس".وتوقع الملثم أن يشهد مهرجان انطلاقة حماس حضورا جماهيريا كبيرا بعد أن أنهى ورفاقه وعشرات المجموعات المماثلة لهم كافة استعداداتهم .

وتابع: "أتوقع مهرجان ضخم حسب ما أجرينا من استعدادات سيكون العام مختلف عن كل عام فالشوارع كلها مزدانة بالرايات والشعارات التي نستمر في كتابتها وتعليها حتى منتصف الليل".

كوفيّة ملونة

بقامته الفارعة يتلفّع أبو عبادة-كما يحب أن ينادوه- بكوفية ملونة صاحبته طوال الأسبوع الماضي خلال عمله في جهاز العمل الجماهيري.

شدّ قامته وأكد أنه يعمل ليل نهار مع رفاقه في كتابة وتعليق الرايات والشعارات المتحدثة عن حق المقاومة وقضية الأسرى وحق العودة .وحول شعوره وهو يخرج في ليالي البرد القارس أضاف:"كل عام ننتظر دورنا في الاستعداد للانطلاقة  وننجز دورنا على أكمل وجه حتى يأتي العام القادم ونكرر الأمر" .

ويقسّم العمل الليلي على مجموعات الملثمين على مناوبتين الأولى تستمر حتى بعيد العشاء والثانية تأخذ دورها حتى ما بعد منتصف الليل.

وفي معرض إجابته عن شكل الشوارع قبل وبعد تعليق الرايات قال بنصف ابتسامة:"ينام الناس ويستيقظون فيرون كل ما حولهم باللون الأخضر-يبتسم-فتكون الشوارع لونها أخضر".

وأشار أن معظم الشوارع أصبحت مزدانة برايات وشعارات حركة حماس والمقاومة وأنهم بانتظار الحدث الأبرز وهو يوم المهرجان .

يرى أبو عبادة أن تحديه للبرد نابع من إيمانه بأهمية العمل الإسلامي ما يجعل من السهر لساعة مبكرة من الفجر وساعات جهد نهارا أمرا محببا له .

وتتلون شوارع قطاع غزة منذ أسبوع بملصقات وشعارات ورايات خضراء احتفاء بانطلاقة حماس الثالثة والعشرين التي ستختتم بمهرجان حاشد على أرض كتيبة غزة مساء الثلاثاء القادم .

البث المباشر