نهضت الحاجة "أم أحمد أبو خوصة"، مع ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين، تاركة الفراش والدفء، لتخرج في الأجواء الباردة، متوجهة صوب مقر الصليب الأحمر بغزة.
حملت "أم أحمد" بين ذراعيها، صورة ابنها الأسير محمود، المحكوم بستة مؤبدات، بتهمة تنفيذ عمليات مسلحة بالضفة المحتلة، لتشارك أمهات الأسرى في الاعتصام الدوري، الذي تنظمه مؤسسات تُعنى بشؤون الأسرى والمحررين، كل اثنين.
تقول الحاجة إم أحمد لـ "الرسالة نت"، إن يوم الاثنين بات بالنسبة لها، جزء من حياتها، تهدف من خلاله لإيصال معاناة ابنها داخل معتقلات (إسرائيل) لمؤسسات حقوق الإنسان وأصحاب الضمائر الحية.
لم يمنعها كِبر سنها أن تشارك الأمهات والآباء، الهتاف للمقاومة، بأن تسارع في إطلاق سراح ذويهم، عبر خطف جنود الاحتلال؛ لمبادلتهم لاحقاً.
بجانب الحاجة أم أحمد، تجلس والدة الأسيرين رامي ولؤي الزعانين، التي أخذت تهتف بعلو صوتها "نريد أن نكحل عيوننا برؤية أبناءنا".
وكما كل مرة، تطالب والدة الأسيرين، المجتمع الدولي ومنظمة حقوق الإنسان، بالنظر إلى حال الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة في ظل البرد القارس.
"رزق عروق" عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية –إحدى الجهات المنظمة للاعتصام- يقول إن الأجواء الشتوية التي تجتاح البلاد، تزيد معاناة الأسرى وتفاقم أوضاعهم المعيشية.
وأكد خلال كلمة له في الاعتصام، أن ما تسمى بمصلحة السجون الإسرائيلية تعامل الأسرى بقسوة، فتقتحم غرفهم، وتخرج العشرات منهم خارج السجن في هذه الأجواء الباردة.
وطالب عروق سلطة رام الله بوقف حمالات اعتقال المقاومين وتسليمهم إلي الاحتلال، مشيداً في الوقت ذاته، بوفاء المقاومة لتحرير الأسرى.
ووجه عروق التحية للأسرى المضربين عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية، داخل سجون الاحتلال، خاصة الأسيرين العيساوي والشراونة الذين دخلا يومهم الثاني بعد المئتين في الإضراب.
"صابر أبو كرش" مدير جمعية واعد للأسرى –الجهة المنظمة للاعتصام- أكد أنه للعام السادس على التوالي، تواصل ما تسمى بمصلحة السجون، منع ادخال الملابس الشتوية، وسائر المتطلبات الأساسية والضرورية للأسرى الفلسطينيين داخل السجون.
وبيَّن أن الاحتلال يتعنت في طلب إدخال الملابس، موضحاً أن أبرز المتضررين من ذلك هم أسرى قطاع غزة.
وطالب أبو كرش وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بالاهتمام جيداً ولفت الأنظار إلى معاناة الأسرى داخل السجون، في ظل البرد القارس، ومنع إدخال الملابس الشتوية.
ودعا إلى تحرك جاد؛ لإنهاء معاناة الأسرى، وإعطاء قضيتهم أولوية كبرى.
وتتواصل الجهود الفلسطينية لنصرة الأسرى داخل السجون، وتتعالى أصوات الأمهات –وأم أحمد أبو خوصة واحدة منهم- بإنقاذ حياة ذويهم، قبل فوات الأوان.