قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسرى يعانون البرد القارس وقلة الأغطية

أحد الاسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)
أحد الاسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)

الرسالة نت – مها شهوان

لم يجرؤ الأسير محمد العمصي -25 عاما – أن يطلب من والدته الملابس الشتوية والأغطية حينما تأتي لزيارته، فهو يدرك تماما عدم تمكنها من إدخالها كون إدارة السجون الاسرائيلية تمنع ذوي الأسرى الغزيين حمل شيء لأبنائهم خلال الزيارة.

الشتاء الماضي حينما حلت الموجة الثلجية استلف من زملائه بعض الملابس وأخرى أرسلتها له والدة أسير مقدسي كهدية له، لكن هذا العام لن يحصل على شيء فإدارة السجون تحرمهم إدخال أي شيء عقابا لهم.

وتقول والدة العمصي وعينها ترقب صورته المعلقة على حائط منزلهم: "في المرة الأخيرة التي قابلت فيها محمد قبل سبعة شهور وقتئذ أخبرني أنه وزع ملابسه الشتوية على الأسرى الجدد، ويطمع أن تحدث تسهيلات وأتمكن من جلب ملابس جديدة له لكن الوضع أصبح أكثر تعقيدا فحرمت زيارته، وإدارة السجون تتشدد بإجراءاتها".

حال العمصي كألاف الأسرى الذين ينتظرون أوضاعا قاسية خلال الأيام المقبلة مع دخول فصل الشتاء، لاسيما مع النقص الشديد في المستلزمات الشتوية من ملابس وأغطيه ووسائل تدفئة، وارتفاع أعداد الأسرى بشكل كبير في الشهور الأربعة الأخيرة.

الأسرى والملابس الشتوية

قبل أسبوع ودع المحلل السياسي عدنان أبو تبانة رفاقه الأسرى في سجن عوفر وتنسم الحرية، كان يخشى أن يمدد اعتقاله ويقضى الشتاء في الأسر كما العام الماضي حيث البرد والأمراض التي لازمتهم طيلة الفصل.

يقول لـ"الرسالة نت" في مكالمة هاتفية من مدينة رام الله: "العام الماضي غطت الثلوج أسطح وأرضية السجن وكنا عبر الشبابيك نحاول إذابتها كي لا تتكوم وتصيبنا بالبرد الشديد"، مضيفا: من خلال الأطعمة الساخنة وممارسة الرياضة حاولنا الشعور بالدفء تعويضا عن حرماننا قلة الملابس والأغطية".

بقي أبو تبانه ورفاقه عشرة أيام ودرجة الحرارة تصل إلى خمسة تحت الصفر مما أثر على صحتهم وإصابتهم بأمراض كالإنفلونزا والرئتين والتهابات في الجهاز التنفسي.

من ناحيته، قال رياض الأشقر المختص في شئون الأسرى إن إدارة مصلحة السجون لا تزال تمنع إدخال الأغطية والملابس الشتوية إلى الأسرى عبر زيارات الأهل، أو عن طريق المؤسسات الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى وجود نقص كبير في الأغطية وخاصة في سجن عوفر الذي اكتظ بالأسرى خلال الحملة الأخيرة التي نفذها الاحتلال في الضفة المحتلة.

وأوضح الأشقر أن المشكلة تتفاقم في السجون التي تتواجد في المناطق الصحراوية، كسجن النقب ونفحه وبئر السبع كونها تضم عددا كبيرا من الأسرى، حيث أن هذه المناطق تكون شديدة البرودة في فصل الشتاء.

وبيّن أن الأسير يحتاج فيها إلى أكثر من غطاء لتقيه البرد والأمراض، لافتا إلى أن هذه الأغطية غير متوفرة في السجون نتيجة منع الاحتلال إدخالها، وارتفاع أسعارها بشكل جنوني في كنتين السجن.

وأكد الأشقر أن حرمان الأسرى من الأغطية والملابس الشتوية سياسة متعمدة من إدارة سجون الاحتلال، كوسيلة للضغط عليهم، وكسر إرادتهم وعزيمتهم، بجانب العديد من الإجراءات والممارسات القمعية والإجرامية بحقهم.

ودعا المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية، التدخل بشكل عاجل لضمان إدخال ملابس وأغطيه شتوية للأسرى قبل أن يدخل الشتاء بشكل موسع، لحماية الأسرى من البرد والأمراض، مطالبا بعمل قانوني حقيقي لإلزام الاحتلال بإقرار قانون يضمن وصول الملابس والأغطية الشتوية إلى الأسرى في موعدها كل عام حتى لا تتكرر تلك المعاناة.

البث المباشر