قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: وماذا بعد

بقلم: مصطفى الصواف

ما حدث من إطلاق للنار على المشيعين لجنازة الشهيد حمزة شاهين في البرج الشمالي، أمر ليس مستهجناً ولا مستغرباً فحسب،  بل مدان بكل أشكال الإدانة الدينية والوطنية والفلسطينية، والسؤال: لماذا تطلق النيران على المشيعين ويستشهد أربعة منهم؟ حسب ما أوردت وسائل الإعلام وأكد الشهود.

جنازة لشهيد بعد الصلاة عليه، محمول على الأكتاف ليشيّع إلى المقبرة، والكل يوحدون الله بصمت ودون ضجيج، يفاجئون برصاص ينهمر عليهم ويغتال منهم أربعة آمنين، من أي ملة هؤلاء؟! وبأي دين يدينون؟! ومن أي أنواع البشر هم؟! هل حقاً هم فلسطينيون؟! هل حقا هم وطنيون؟!.

لحساب من فعلوا فعلتهم؟! ولمصلحة من قاموا بجريمتهم؟! أشك شكاً عميقاً أن يكونوا فلسطينيين، أو ينتمون لأي جهة فلسطينية، هؤلاء عملاء، ولا يمكن أن يكونوا غير ذلك، ولو تدثروا بكل الرايات وتحدثوا بكل اللهجات وهتفوا بكل العبارات.

عمل لا يعمله إلا العملاء ويجب أن يحاسبوا، ليس من حماس وحدها؛ بل من الكل الفلسطيني، وأن تشكل لهم محكمة فوراً طالما أن هويتهم معروفة للجميع، حتى لو كانوا ينتمون لتنظيم فلسطيني. يجب أن يرفع عنهم الغطاء، ويحاسبوا على جريمة العمالة والقتل، وأن تلاحق الفئة التي تقف خلفهم وتقدم للمحاكمة، هؤلاء عناصر للفتنة ولعن الله الفتنة ومن يوقظها، نحن في ظروف يجب أن توأد ويقضى عليها وعلى صناعها.

ما حدث في البرج الشمالي هو عين الفتنة، وعلينا ألا ننجر خلفها ويجب وأدها في مهدها، هذه دعوة للكل الفلسطيني أن يقفوا صفاً واحداً للقضاء على الفتنة وزرّاعها، مهما كان موقظها، ومن أي تنظيم كان، ويكون التنظيم الذي ينتمي إليه القتلى أول من يدعو للقصاص من هؤلاء المجرمين.

رحم الله شهداء محزرة البرج الشمالي، وعلينا أن نلتفت إلى أن هذه جريمة مخطط لها من أجل إثارة النعرات التنظيمية، وإحداث فتنة بين الكل الفلسطيني، وخاصة في مخيمات لبنان الذي هو في غنى عن مثل هذه الفتنة.

البث المباشر