قائد الطوفان قائد الطوفان

عقدة كرّستها معركة "سيف القدس"

الداخل المحتل يُقلق (إسرائيل) ومحاولات لتدارك الموقف

مواجهات الداخل المحتل
مواجهات الداخل المحتل

الرسالة- أحمد أبو قمر

لم تعد نظرة قادة دولة الاحتلال للفلسطينيين في الداخل المحتل، بعد انتهاء معركة "سيف القدس" كما قبلها، في وقت دقّ فيه فلسطينيو الداخل ناقوس الخطر على (إسرائيل).

ويقر (الإسرائيليون) أن الهبة الجماهرية في الداخل المحتل خلال معركة "سيف القدس" هي الحدث الأكثر خطورة "والخارج عن التوقعات".

ووفق مراقبين، فإن الهبة الجماهرية كانت من أبرز الأسباب التي دفعت (إسرائيل) لسرعة إنهاء المعركة بجانب ضربات المقاومة الصاروخية.

 هبّة الداخل

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن وزير الأمن الداخلي عومير بارليف، اتفق مع وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، على إنشاء لواء احتياطي من "حرس الحدود" للتعامل مع أي أحداث "عنف" داخل المدن أثناء أي تصعيد عسكري على أي من الجبهات.

وإبان معركة "سيف القدس" في مايو الماضي، شهدت مدن الداخل المحتل موجة من الهجمات المتبادلة وسميت شعبيًا بـ "هبة الكرامة".

وقالت "هآرتس"، إن هذا الاتفاق جزء من الدروس المستفادة من عملية "العدوان على غزة"، والتي عانت فيها الشرطة (الإسرائيلية) من نقص حاد في القوى العاملة والمعدات لجنود الاحتياط والمركبات والأسلحة.

وبحسب الاتفاق، فإن اللواء الجديد سيضم 11 فرقة تنضم إلى 16 فرقة من احتياطي "حرس الحدود"، ومن المقرر أن تبدأ عملياتها العام المقبل.

بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، إن قادة الاحتلال بدأوا ينظرون لسكان الداخل المحتل بعد معركة "سيف القدس" على أنهم جزء من الخطر على دولتهم المزعومة، خاصة وأنهم فشلوا في تفكيك ذلك الخطر منذ احتلال فلسطين.

وبيّن أن الاحتلال يتخوف من تحركات الداخل المحتل في أي تصعيد قادم، لافتًا إلى أن معركة "سيف القدس"، كانت سبب الهبة الجماهرية، ومن أهم الأحداث في المعركة والتي أربكت حسابات الاحتلال وفاجأته.

وأضاف بشارات: "لسنوات طويلة حاولت (إسرائيل) قتل روح الوطنية في الداخل المحتل والعمل على دمجهم مع الكيان، لكنها لم تنجح، وكانت الهبة خلال معركة "سيف القدس" والتي وضعت قادة الاحتلال أمام سيناريوهات صعبة".

وعقدت لجنة الأمن الداخلي في الكنيست، الاثنين، مناقشة حول دروس الشرطة (الإسرائيلية) من الأحداث التي جرت في تلك المدن خلال العدوان على غزة.

واعترف خلالها ممثل الشرطة بأنها لم تكن مستعدة لهذا الحجم من المواجهات وعانت من نقص في المعلومات الاستخبارية، وعدم توفر عدد كافٍ من أفرادها لمواجهة مثل هذه الأحداث.

وخلال معركة "سيف القدس"، قالت الشرطة (الإسرائيلية)، "في 12 يومًا من العملية ضد غزة، اندلعت مواجهات في 520 نقطة ساخنة في جميع أنحاء المناطق".

وأوضحت أن ذروة المواجهات كانت في الأيام الخمسة الأولى من العملية، وتعرضت 297 مركبة للشرطة لأضرار، واحترقت 11 منها، ولحقت أضرار بـ 23 منشأة للشرطة.

وفي تصريح صحفي الشهر الماضي، كشف رئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات في جيش الاحتلال إيتسيك ترجمان أن الجيش لن يستخدم طريق وادي عارة لنقل القوات والعتاد إلى جبهات القتال، في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية أو الجنوبية.

وقال ترجمان، في مقابلة صحفية، إن الجيش شق طرقًا بعضها ترابي للالتفاف على منطقة وادي عارة، تجنبًا لعرقلة قوافله العسكرية في حال اندلعت مواجهات عنيفة مع فلسطيني المنطقة، الذين خاضوا سابقًا عدة هبات ومواجهات مع شرطة وقوات الاحتلال.

وأكد أن مواجهات أيار الماضي أضاءت كثيرًا مما أسماها "الأضواء الحمراء"، في صفوف القيادة العليا لجيش الاحتلال، حيث يستعدون لمواجهات عنيفة في الداخل المحتل وخاصة مدن الساحل والوسط "حيفا ويافا وعكا واللد والرملة"، التي تسكنها أعداد كبيرة من المستوطنين.

البث المباشر