لم تُفضِ اجتماعات الأطر الطلابية مع إدارة جامعة بير زيت، إلى نتائج تصون تاريخ الجامعة وعراقتها في تبني ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، كواحة ديمقراطية تقدمت على صعيد الجامعات الفلسطينية في العملية الديمقراطية الطلابية.
ما سبق أكدته قوى وكتل طلابية مختلفة، تحدثت معها "الرسالة نت"، معتبرين أن إدارة الجامعة تعبر في قراراتها عن ضغوط خارجية تحاول مسح هوية الجامعة التي اعتادت عليها.
كتلة الوحدة الطلابية، على لسان رئيسها وليد حرازمة، ذكرت أن اتهامات الإدارة للكتل باقتحام قاعة "كمال عدوان"، يحمل الكثير من الخطايا الإدارية والسياسية معاً.
ضغوط مختلفة!
وشبهت إدارة بيرزيت عقد نشاط في قاعة الجامعة باقتحام قوات الاحتلال لحرم الجامعة، مساوية بين الجلاد والضحية.. بين الاحتلال الذي يحاول فرض أجندته على الجامعة.. المحتل الذي يرفض أن يستجيب لإرادة الاحتلال، وفق توصيف حرازمة.
وأكدّ حرازمة لـ"الرسالة نت" أن النشاط الطلابي لكل الكتل الطلابية التي تحتفي بذكرى انطلاقة فصائلها، هي رسائل ردع للاحتلال الذي وجه رسائل تهديد كان أبشعها اقتحامه لحرم الجامعة.
ولم يستبعد وجود ضغوط خارجية من السلطة، في إطار الضغط على إدارة الجامعة لمواجهة فعاليات الكتل الطلابية.
وأوضح أن الجامعة أصدرت قراراً في بيان صادر عنها بتجميد الأنشطة، وزعمت أنها أبلغت مسؤول الكتلة الإسلامية في الجامعة.
ودعا إدارة الجامعة إلى البقاء على إرثها المعتاد في الحفاظ على التعددية وروح المشاركة في الأطر الطلابية، محذراً من أي خطوات تصعيدية ضد الحركة الطلابية.
حجج مختلفة!
من جهته، أكدّ إسماعيل البرغوثي ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت، أنّ الكتل الطلابية حريصة على ممتلكات الجامعة، وترفض بالكلية الاعتداء عليها؛ لكنه عبّر عن صدمته من بيان الجامعة الذي حمل تهديداً للكتل.
ورفض البرغوثي في حديثه لـ"الرسالة نت" اتهام الإدارة للكتل الطلابية بعسكرة الجامعة، مستنكراً منع الأنشطة الطلابية بحجة إجراءات الحماية من كورونا، سيما وأن الطلبة قد حصلوا على اللقاحات المطلوبة.
وبين أن عقد النشاط في قاعة كمال ناصر، جاء في سياق اتفاق بين الجامعة والكتل الطلابية تم توقيعه في نوفمبر الماضي، منحت بموجبه الإدارة إذناً للكتل بعقد أنشطتها هناك، مشيراً إلى أن إدارة الجامعة رفضت طلب نشاط الكتلة قبل يومين من انعقاده، رغم أنها قدمته للجامعة كمقترح منذ أسابيع، ما يطرح علامة استفهام، بحسب قوله.
واستغرب البرغوثي صمت إدارة الجامعة مؤخراً عن اعتداءات جمّة مورست بحق ممثلي الكتل الطلابية، وليس آخرها الاعتداء على ممثل كتلة الوحدة الطلابية في مسكن الطلبة.
وحذر البرغوثي من دعوات تأجيل الانتخابات الطلابية تحت ذرائع مختلفة، مؤكداً أن استحقاق العملية الانتخابية يجب أن ينجز كأدنى حقوق الحركة الطلابية.
محاولات للهمينة!
بدوره، وصف أستاذ الإعلام والعلاقات العامة د. نشأت الأقطش الحالة بين الحركة الطلابية والإدارة بـ"الخلاف الدائم"، "الذي لم ولن يتوقف في جامعة ديمقراطية"، على حد وصفه.
وقال الأقطش لـ"الرسالة نت" إن هناك ميثاق شرف غير مكتوب، والجميع ملتزم به، بأن الجامعة هي ديمقراطية يجري فيها التداول السلمي لإدارة الجامعة كل 4 سنوات، ويتم بشكل دوري إجراء الانتخابات للنقابة والطلاب.
وأكدّ الأقطش أن هناك تغولاً للسلطة التنفيذية في الضفة حصل مؤخراً على الحركة الطلابية في الجامعة، وحصل اعتداء على أحد مسؤولي الكتل الطلابية، ويجري التحقيق فيه.
وأوضح أن السلطة التنفيذية وبعض الأحزاب تحاول عبر بعض أنصارها للسيطرة على الجامعة والهيمنة عليها، وهذا لن يحدث.
وأشار إلى وجود شعور بهذه المحاولات؛ لكنها لن تتحقق في ظل وجود انتخابات مستمرة للنقابة ومجالس الطلبة.
وقال: "هذا يعبر عن بيئة سليمة وصحيحة، وعن تحرك نقابي ومطلبي حيوي دائم".
وسجلت الحركة الطلابية انتهاكات لأجهزة أمن السلطة بحق ممثلي الأطر الطلابية، كان آخرها الاعتداء على ممثل الوحدة الطلابية وليد حرازمة.