قائد الطوفان قائد الطوفان

رؤية تحليلية.. المهددات والمتغيرات نحو واقع أمني جديد في الضفة

الكاتب خالد النجار

في ضوء المؤشرات التي ظهرت ملامحها خلال الأيام القليلة الماضية، قد تظهر بعض المتغيرات الأخرى التي تعد أحد نواتج الفعل وردود الفعل العملياتي على الأرض، فقد نؤكد هنا أن الضفة بدأت تستعيد عافيتها وبقوة في مهاجمة الاحتلال، والرد على جرائمه المتعلقة بالانتهاكات اليومية المتواصلة بحق مواطني الضفة، والانتهاكات الأخيرة بحق الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يقبعن في زنازين العدو وبين غياهب المعتقلات.

 
من بين تلك المتغيرات، والتي ينبغي وضع الخطط لمعالجة آثارها، تلك المتغيرات المتداخلة مع برامج السلطة الفلسطينية، وتتماهى بشكل رئيس مع خطط الاحتلال التي تهدف لتمزيق الضفة والتخلص من قواعد الاشتباك، وإنهاء كافة مظاهر وأشكال المقاومة، وبالتالي فإن السياسات الأمنية للسلطة الفلسطينية ستكون حاضرة وبقوة، لأن الاحتلال لن يبقى يرزح تحت التهديد الأمني المتواصل، وهو يعتبر أن هذا التهديد يشي بخلل كبير في منظومة الأجهزة الأمنية التي أصيبت بجرح كبير لا يمكن معالجته على المدى الاستراتيجي في ظل عجزها عن تقدير الموقف الأمني بالضفة، والذي يعكسه سلسلة العمليات الفدائية التي نفذها مقاومون وقد حققت نجاحًا ملموسًا يعد هو الأبرز في العامين الأخيرين.
 
من بين المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تشهدها الساحة الفلسطينية، هي تعزيز حالة الاشتباك في الضفة، وقد يمتد إلى قطاع غزة، حال استمر العدو الصهيوني في الضغط على الأسرى الفلسطينيين، لأن الرسائل الأخيرة التي حملها الوسطاء لم تكن مطمئنة في ظل تلكؤ العدو الصهيوني، ومنعه من تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، وربط التهدئة في قطاع غزة بتهدئة الأوضاع الأمنية بالضفة المحتلة، وهو ما قد ترفضه المقاومة في سياق المفاوضات التي تؤكد فشل الوصول إلى تحقيق أي رؤية يتم من خلالها تسوية سياسية مؤقته.
 
باعتقادي إن رئيس الاحتلال "بينت" يمتلك أدوات جديدة في إدارة المشهد السياسي أمام المقاومة، ويعتمد بالأساس على استراتيجية التفاوض من أجل التفاوض، لا من أجل الوصول إلى الحلول الممكنة، وبالتالي قد نشهد بعض ردات الفعل التي تتناسب مع هذه الاستراتيجية وتوقفها أمام المعيقات التي ستضعها المقاومة بالحديد والنار.
البث المباشر