شهدت الأيام الأخيرة ارتفاع وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بالضفة الغربية، كان آخرها اعتداءاتهم على المواطنين ببلدة برقة شمال نابلس.
مجموعات مارقة من عصابات المستوطنين لا زالت تستبيح الدماء والمقدسات وتعتدي على الحجر والشجر والبشر، فتارة تُهاجم منازل الآمنين وتارة تستهدف النساء في الشوارع.
كما ارتقت الشهيدة المسنة غدير مسالمة أمس الجمعة، بجريمة دهس نفذها مستوطن بسيارته قبل أن يلوذ بالفرار.
الفلسطينيون لم يقفوا مكتوفي الأيدي فهبوا لنجدة "برقة" والدفاع عنها في وجه الهجمة الاستيطانية، فأهالي القرية التي يزيد عدد سكانها عن 4500 نسمة يتعرضون لاقتحامات المستوطنين المتكررة ويُوفر الاحتلال الحماية لهم ليُنفذوا اعتداءاتهم.
في المقابل، تقف السلطة موقف المتفرج وتتقاعس أجهزتها الأمنية عن القيام بواجباتها في الدفاع عن شعبنا، وسط استنكار وتساؤل شعبي عن دور 90 ألف عسكري بقوات السلطة في حماية المواطنين، ما دفع أصواتاً وطنية وفصائلية للمطالبة بتوحيد الفعل الميداني وإطلاق المقاومة الشاملة لوضع حد لإرهاب المستوطنين، والدعوة لتشكيل لجان للحراسة والحماية الشعبية لصد هجماتهم.
فصائل المقاومة أكدت أن تصاعد جرائم المستوطنين بحق شعبنا بالضفة لن يبقى دون رد رادع وأن هذا الرد قادم لا محالة، واستنكرت تقاعس السلطة عن مواجهة المستوطنين في الوقت الذي لا تكف فيه عن ملاحقة الأسرى المحررين ومواصلة الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني مع الاحتلال.
وأمام المشهد المتصاعد بالضفة، ونحن على أبواب العام الجديد 2022 يبدو أنه تنتظرنا المواجهة ومقاومة الاحتلال، فكل المؤشرات تُشير إلى أنّ الضفة المحتلة جمرٌ تحت الرماد وسينفجر البركان في نهاية المطاف.
فهل تُشعل "برقة" شرارة انتفاضة جديدة شاملة في وجه الاحتلال؟