حروفٌ وخطوط تزين لوحاتٍ خشبية تضفي طابعًا جماليًا أينما حلت، يرسمها الغزي أحمد نصار (21 عاماً) لإيمانه الكامل بأن الخط العربي يمتلك في بنيته قوةً يمكن توظيفها في استخدام نوع جديد من الرسم.
لم تكن موهبة نصار وليدة اللحظة، بل هي ثمار سنوات حيث اكتشف موهبته منذ الطفولة بتميز خطه العربي وجماله بالنسبة لعمره في ذلك الوقت، فاجتهد على تنميتها.
وبدعم أصدقائه المقربين ووالديه وجيرانه، بدأ نصار يشق طريقه في هذا المجال من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية والتعلم عن طريق الإنترنت.
و"الكاليجرافي" هو فن تصميم الكلمات والإبداع في تشكيل الحروف وزخرفتها في أشكال هندسية غير مألوفة يعجب بها من يشاهدها.
نجح أحمد، الذي يدرس تخصص إدارة الأعمال في الجامعة الإسلامية، في توظيف خط الكاليجرافي المستحدث في رسم لوحاته الفنية، لينفرد عن غيره من الرسامين.
خلال حديثه لــ "الرسالة نت" يقول نصار: "بدأت في عام 2018 الكتابة بالخط كاليجرافي، وذلك بعد أن أتقنتُ لسنوات سابقة الكتابة بالخط العربي، حيث حولت حديقة المنزل إلى معرض صغير للوحاتي الفنية".
يبدأ أحمد في رسم لوحاته بالتخطيط، ثم في دهانها ليباشر في رسم كل ما يجول بخاطره من أفكار وقضايا، ومن ثمّ يصور لوحاته بهاتفه المحمول؛ لتسويقه عبر منصات التواصل.
ساعات طوال، يقضيها نصار في حديقة منزله الواقعة بمخيم المغازي وسط القطاع لينجز لوحاته بالرسم على الجبس أو الورق والقماش.
كغيره من أصحاب الفن، يواجه الغزي عقبات تمنعه من المضي قدماً في طريقه مثل انعدام الأدوات اللازمة بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، بالإضافة إلى عدم تمكنه من المشاركة في المعارض العربية.
إصرار نصار على الاستمرار جعله يقاوم الصعاب بالبحث عن البدائل مستخدماً ألوان الاكريلك والفراشات العادية المتوفرة في غزة.
وبيّن أن فن (كاليجرافي) لا يقتصر على اللوحات الكبيرة والجداريات، بل إن الأمر يمتد إلى التحف والزجاج، وأغطية الهواتف المحمولة، والنقش على الأحجار والأرصفة، والسيارات، وجدران البيوت الداخلية والخارجية.
ويأمل نصار المشاركة في المعارض الدولية لتمثيل فلسطين، وليتمكن من إبراز الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسها.