قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: معركة الفرقان فصل الله بها بين الحق والباطل

صورة "أرشيفية" للكاتب مصطفى الصواف
صورة "أرشيفية" للكاتب مصطفى الصواف

بقلم/ مصطفى الصواف

رغم الألم والجراح والشهداء، لازلنا نذكر معركة الفرقان، وسنبقى نحيها في أنفسنا وبين أبنائنا ونؤكد فيها أنها لم تكن معركة عادية رغم ما حملت من جراح، بل كانت معركة فصل الله بها بين الحق والباطل وسُميت معركة الفرقان، التي لقنت العدو درساً لن ينساه أبداً وأننا شعب لن تلين لنا قناة وسنبقى دوما مدافعين عن حقنا وأرضنا وإلى جوار مقدساتنا مهما كلفنا الأمر.

نعم في هذه المعركة فقدنا نحو ألف وأربعمائة شهيد، وآلاف الجرحى، وآلاف البيوت والمصانع والبنى التحتية المدمرة، والهدف هو تركيع الشعب الفلسطيني وكسر عزيمته، ودفعه ليعلن الاستسلام .

معركة كان الاحتلال يظن أنها معركة فاصلة، بها يقضي على المقاومة وعلى حماس، فكانت مائة غارة جوية في آن واحد، استهدف فيها العدو مقرات الشرطة واستشهد من أفرادها، دفعة واحدة، ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسين من خيرة شبابها، وعلى رأسهم القائد البطل وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام ومدير الشرطة، فكانت أياماً عصيبة صمد فيها الشعب ومقاومته وتحدوا الاحتلال الذي لم يبقِ سلاحاً محرماً إلا واستخدمه بهدف تركيع حماس والمقاومة والقضاء عليهما.

إلا أن الشعب خرج أقوى من الاحتلال بصموده وتحديه والتفافه حول المقاومة، مؤكداً أنه لن يتخلى عن المقاومة، وسيبقى لجوارها مدافعاً عنها منخرطاً في صفوفها.

أكثر من عشرين يوماً لم يحقق العدو ما يريد، وخرجت غزة والمقاومة كطائر العنقاء من تحت التراب تنفض عن جسدها غبار المعركة، وتؤكد على مقولة أن الضربة التي لا تميتني تزيدني قوة.

نعم، إزدادت المقاومة قوة ومنعة بعد معركة الفرقان، وهذا ما أكدته المعارك اللاحقة، في عام 2012، وفي عام 2014، وفي عامنا هذا في سيف القدس، وأدرك الاحتلال أن المقاومة تزداد رسوخاً وتجذراً في الأرض وتحقق نتائج على الأرض، وأنها لم تُهزم ولن تُهزم، وستحقق ما تريد من تحرير وعودة وإقامة الدولة.

البث المباشر