قائمة الموقع

بانتهاكات الاحتلال.. 2021 مر ثقيلاً على القدس

2021-12-29T20:00:00+02:00
الرسالة نت– مها شهوان

كان عام 2021 ثقيلاً على مدينة القدس، فلم يترك الاحتلال الإسرائيلي زقاقاً فيها إلا وترك فيه انتهاكاً بحق السكان وبلدتهم المقدسة، فسلسلة الأحداث التي وقعت في العاصمة الفلسطينية أعادتها إلى الواجهة على المستوى العربي والدولي، خاصة أن ما جرى أسقط القناع عن وجه (إسرائيل) ليكشف تعديها على الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

بدأ العام بحالة ركود بفعل جائحة كورونا، لكن ما لبث أن اشتعل فتيل الأحداث بسبب المستوطنين وحكومتهم المتطرفة التي لم تتوان للحظة واحدة عن مخططاتها التهجيرية، والانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى وهدم بيوت المقدسيين دون وجه حق، عدا عن حملة الاعتقالات، التي أنهت تلك الأحداث بتوحيد الكل الفلسطيني في وجه (إسرائيل).

"الرسالة" ترصد عبر هذا التقرير أبرز الأحداث التي شهدتها مدينة القدس وتركت علامة تاريخية تؤكد صمود المقدسيين وتمسكهم بأرضهم وهويتهم رغم محاولات الاحتلال طردهم وتهجيرهم.

هبّة باب العامود

بقي الحال في مدينة القدس هادئاً نسبياً حتى شهر إبريل، فانقلبت الأوضاع بصورة دراماتيكية وتصدر باب العامود المشهد بعد وضع الاحتلال السواتر الحديدية على مدرجاته؛ لمنع الفلسطينيين من التواجد فيه خلال شهر رمضان، فتحول المنع إلى ساحة مواجهة ليلية امتدت إلى الشوارع المجاورة له.

بقيت الأحداث مشتعلة حوالي أسبوعين بعدما تحولت منطقة باب العامود إلى ثكنة عسكرية واستخدمت الشرطة الإسرائيلية كل قواتها من قوات خاصة، وفرق خيالة، ومستعربين وسيارات المياه العادمة لقمع المقدسيين فألقت عليهم القنابل الصوتية الحارقة وغاز الفلفل والأعصاب واستخدمت الصعق الكهربائي والرصاص المطاطي، لكن بصمود الشباب أزيلت السواتر.

وفي خطوة استفزازية اقتحم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، مطلع شهر يونيو، منطقة باب العامود وعقد مؤتمراً صحفياً رافعاً فيه العلم (الإسرائيلي)، وكان من المفترض تنظيم ما يعرف بمسيرة "رقصة الأعلام" السنوية، والتي يُحيي المستوطنون من خلالها ذكرى "يوم القدس" الذي صادف 28 من رمضان الماضي، لكنها ألغيت بعد تصدي المقدسيين لها.

حيّ الشيخ جراح

ومن أبرز الأحداث التي شهدتها مدينة القدس ما جرى في حي الشيخ جراح منذ بداية 2021، حين قرر الاحتلال تهجير 28 عائلة من كرم "الجاعوني".

وبدأت الفعاليات والاعتصامات اليومية فيه، في النصف الثاني من شهر آذار/مارس، وتصاعدت مع اقتراب موعد تنفيذ قرارات الإخلاء بحجة "ملكية اليهود للأرض"، والتي قوبلت بقمع إسرائيلي وحشي للسكان وللمتضامنين.

واحتدمت المواجهات في حي الشيخ جراح بعد 6 شهر نيسان/إبريل، حين هاجم عشرات المستوطنين، الفلسطينيين بغاز الفلفل والحجارة، تزامناً مع أذان المغرب خلال تناولهم طعام الإفطار الرمضاني، واندلعت مواجهات عنيفة داخل الحي.

الاستيطان والتهويد

أما عن عمليات الاستيطان والتهويد، فقد عانى المقدسيون من الهدم الذاتي لبيوتهم والتنغيص عليهم لترحيلهم بحجة أن مكان سكنهم غير قانوني وغيره من الذرائع الواهية.

ولم يقتصر الأمر على البيوت والمنشآت السكنية والتجارية بل وحتى المقابر كما جرى في المقبرة اليوسفية التي جرفت لإقامة مشروع تهويدي وهو حديقة توراتية.

إضافة إلى تقديم مشروع للمصادقة عليه من "لجنة التخطيط" في بلدية الاحتلال يهدف لتغيير شكل الزاويتين الخارجيتين الغربية والجنوبية الغربية للمسجد الأقصى.

واستكمالاً لمشاريعها التهويدية، صادقت بلدية الاحتلال على إنشاء "كلية للتدريب المهني"، ضمن المشروع التهويدي المعروف إعلاميا باسم "وادي السيليكون" المنوي إقامته في منطقة وادي الجوز.

كما أعاد الاحتلال طرح المشروع التهويدي "مركز المدينة" والذي يستهدف شوارع حيوية في مدينة القدس على رأسها شارع صلاح الدين.

وأما بخصوص ملف مصادرة الأراضي فقد صادقت المحكمة الإسرائيلية العليا على مصادرة أرض مساحتها 4 دونمات ونصف في حيّ الشيخ جرّاح، لصالح بلدية الاحتلال بحجة المنفعة العامة لتحويلها إلى حديقة، و 6 دونمات ونصف في الحي نفسه لإقامة مشروع استيطاني ومواقف سيارات.

فيما صادقت اللجنة المحلية الإسرائيلية في القدس ووزارة الإسكان التابعة للاحتلال على سلب أراضٍ من بلدة بيت صفافا جنوب القدس لغايات توسعية.

كما خططت سلطات الاحتلال للترويج لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة المعروفة باسم مخطط (E1) الاستيطاني، وهي منطقة تضم كلا من بلدات العيزرية، وأبو ديس، وعناتا، وحزما.

وواصلت تنفيذ مشروع الضم من خلال ما يُسمى "قانون تسوية الأراضي" في مدينة القدس الذي يهدف إلى ضم ما تبقى من عقارات وأملاك وأراضي للفلسطينيين.

الاعتقالات والعمليات البطولية

وشهد العام 2021م تنفيذ أربع عمليات تنوعت بين دهس وطعن وإطلاق نار رداً على انتهاكات الاحتلال بحق القدس و"الأقصى".

وبحسب المتابعة، ارتقى في مدينة القدس تسعة شهداء وهم "شاهر أبو خديجة، زهدي الطويل، ابتسام كعابنة، مي عفانة، عبده التميمي، حازم الجولاني، إسراء خزيمية، عمر إبراهيم أبو عصب، فادي أبو شخيدم".

ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين 9 شهداء مقدسيين في الثلاجات ومقابر الأرقام وهم: مصباح أبو صبيح، وفادي القنبر، وشهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات، إضافة لشهداء عام 2021 (أبو خديجة، الطويل، عفانة، الجولاني، أبو عصب، وأبو شخيدم).

أما الاعتقالات، فشهد هذا العام العدد الأكبر منها؛ بسبب مواجهات الأقصى وباب العامود والشيخ جراح، ووصل عدد المعتقلين حوالي 2395 حالة بينها 490 قاصراً و105 إناث.

واعتدت قوات الاحتلال على المعتقلين الميدانيين كافة بالضرب المبرح، حيث تعمد الجنود ضربهم على الرأس والوجه والظهر مستخدمين العصي واللكمات والركل بالأقدام والخوذ ورشهم بالغاز وصعقهم بالمسدس الكهربائي.

اخبار ذات صلة