على وقع هجمات المستوطنين والاعتداءات المتكررة بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على قرى ومدن الضفة المحتلة؛ يأتي لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بهدف تعزيز التعاون الأمني مقابل حفنة امتيازات اقتصادية شخصية.
الواضح أن لُعاب قيادة السلطة يسيل أمام عقد أي لقاء مع مسؤول إسرائيلي حتى وإن كان مجرم وزعيم وقائد الحروب على الفلسطينيين على مدار السنوات، ولا مانع إن كان مقابل بعض الامتيازات الشخصية لهذه القيادة وبعض الفُتات للشعب، فالأهم كما قال عرّاب الرئيس حسين الشيخ إنه "لقاء الأبطال"!!
وبالفعل حاول بطل الحرب الذي أوغل في دماء الفلسطينيين "غانتس"؛ عبر هذا اللقاء الحميمي في منزله بعد 10 سنوات على منع دخول عباس لأراضي فلسطين المحتلة، بسبب تعثر مفاوضات التسوية، أن يُعيد الأخير إلى حنان وهم التسوية ولكن هذه المرة من الناحية الأمنية ودون تحقيق أي اختراق في الملف السياسي.
ولعل الأهم لدى غانتس؛ وفق ما تحدثت به مقربون من عباس، هو تعزيز الجهد والتعاون الأمني وحافظ السلطة على أمن المستوطنين والمستوطنات والجيش الإسرائيلي في ظل تصاعد الهجمات على قرى الضفة، وردات الفعل من المقاومين الفلسطينيين بالضفة وتصاعد عمليات إطلاق النار.
إلى جانب ذلك، الطلب من السلطة وقف لجوئها إلى المحاكم الدولية وسحب القضايا التي رفعتها ضد الاحتلال وجرائمه، ووقف صرف رواتب عائلات الشهداء والأسرى التي قطع عباس الآلاف من رواتبهم جزافا في قطاع غزة.
في المقابل فإن هدية اللقاء ثمن بخس وهو كبير بالنسبة لقيادة السلطة فالحصول على 600 تصريح vip لقيادات متنفذة في السلطة وتمكنهم من الدخول بسياراتهم إلى الأراضي المحتلة وتبكير مدفوعات ضريبية بقيمة 100 مليون شيكل لإنقاذ السلطة من أزمتها المالية وبعض طلبات لم الشمل، هو إنجازات دون مقابل يصفه مُشرّع الشر وما يسمى بقاضي القضاة محمود الهباش.
لا بأس فهذه الخطوة كما يصفها عرّاب الرئيس ورأس التعاون الأمني مع الاحتلال الشيخ " مهمة وشجاعة لأبطال يصنعون السلام"، ولا ضير إن كان ذلك فوق دماء الشهداء وتحت اشتداد تهويد الأرض وانتهاك المقدسات وتدنيس الحُرمات.