قائد الطوفان قائد الطوفان

أبا خالد الضيف.. عامٌ فيه أغاث القدس

الكاتب
الكاتب

د.خالد النجار

 نهاية عام 2021 ونحن نمر في ساعاته الأخيرة، ومع إطلالة عام جديد، نطوي صفحة تاريخية مشرقة من صفحات قضيتنا ومقاومتنا، رغم ما تعرضت له القضية من تحديات خارجية وأخرى داخلية، ودور القوى العالمية في تنفيذ مسلسل إجرامها بحق القدس والمقدسات والأرض والإنسان، وكل من يزاحم لأجل الدفاع عن فلسطين، وما نمر به من إشكالات قومية صُنعت بين سراديب التنسيق الأمني والتحالفات الإقليمية، لتهيئة واقع جديد يقضي على آمال وأحلام أسرانا وأسيراتنا وكل أبناء شعبنا الفلسطيني، ووضع تلك الإشكاليات بين ثوابيت قُبرت في المحافل الدولية، والمفاوضات العبثية الصهيونية والفلسطينية التي ترعاها منظمة التحرير.

 

يمثل العام 2021 لشعبنا عام كثرت فيه الأحزان، وعام استغاث فيه أهل القدس، والضفة، وكل محافظات الوطن؛ لم يستغيثوا بمن قبض الثمن، او تنازل وهادن، أو قامر وتخاذل، أو سلّم واستسلم، أو وضع السلاح بين دواليب الخوف واندحر وانهدم، وانجرّ كالقطيع وعُلّق كالشاة وانخَمَر، بل استغاثوا بمن هو صادق القول والفعل، وإذا قال فعل، ولبى نداء القدس وزمجر، وحمل على راحته الوصية فكان خير خلف لصلاح الدين وعمر.

 

لم يتوان القائد العام لكتائب القسام أبا خالد الضيف لحظة في أن يكون هذا العام هو عام نصر كبير، وعامٌ فيه تعتز الأمة وتنهض هممها، وتشكل جسرًا داعمًا للقدس وللمقاومة، وأن يقود سلاحًا درعًا للقدس وسيف، ويصنع من واقعنا الذي حولته السلطة لواقع افتراضي يخضع لنظريات سياساتها إلى واقع جديد تَشكّل بالالتفاف حول خيار قائد المقاومة وحول قرار نداء القدس، وحول ما كتبه الله تعالى لنا بإحدى الحسنيين.

 

بددت المقاومة وهم العدو، وأعدت الدرع الذي يحمي القدس، وسلّت سيفها من غمده، ونحرت صورة وهيبة عدو مجرم احتل الأرض واغتصبها أمام خزي حلفاءه، وأعوانه، وداعميه، وكل من سقط الحياء من وجوههم وهم يوجهون بوصلته في قتل أبناء شعبنا في الداخل والخارج، ويسفكوا دماء النساء والأطفال، وقد أسقوا شعبنا كؤوسًا من الويلِ والعزلِ.

 

وعلى طريق عمر وصلاح، والقادة العظام، وعلى طريق ذات الشوكة، وأمام كل المخاطر، سار أبا خالد وجيشه نحو القدس، يحملوا أوسمة السلاح على صدورهم، والشهادة أو النصر بحدقات أعينهم، لا يأبهون الموت، فهم من صنعوا الموت لعدوهم، وأعدوا له العُدة، وتجيشوا بكل ما يمتلكوا لكسر أول أقفالٍ حاصرت القدس في باب العامود والأسباط، وحي الشيخ جراح؛ حمي الوطيس، واعتلت الحناجر الداعمة لسلاح المقاومة، التي هتفت لأبي خالد وهم ينشدوا آي النصر العظيم "حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد الضيف"، وهنا لا يسعني إلا أن أقول: إذهب أبا خالد أنت وجيشك فقاتلوا وإنا معكم مقاتلون..

البث المباشر