قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: المطلوب فلسطينياً في عام 2022 .. ست نقاط محورية

سليمان سعد أبو ستة
سليمان سعد أبو ستة

سليمان سعد أبو ستة

يتأهب الفلسطينيون لدخول عام جديد، وهم يستحضرون أهم أهدافهم التي ينبغي أن يعملوا على تحقيقها خلاله، في ظل واقع ينحدر من حولهم في مختلف المجالات متناقضاً مع واقعهم الذي بدا وكأنه يعيش انتعاشاً، يتموضع في صورتين متكاملتين، الأولى: ما يبدو واضحاً من ضعف وعجز صهيوني في مواجهة المقاومة المتصاعدة، والثاني: الحالة النفسية المتصاعدة للفلسطينيين، وتكاتفهم في القدس وغزة والداخل والضفة، في لوحة برزت أعظم ملامحها في معركة سيف القدس خلال العام المنصرم.

وتبدو أهم الأولويات الفلسطينية خلال عام 2022، في النقاط التالية:

1. تصعيد الانتفاضة في الضفة لمحاربة مشروع الاستيطان المتصاعد.

عاشت الضفة خلال الشهور والأسابيع الفائتة صحوة متصاعدة، امتلك خلالها الفلسطينيون زمام المبادرة، متجهين إلى القرى القريبة من المستوطنات، للاشتباك مع المستوطنين، وهو ما يمثل انعطافة حقيقية في مسار سابق، عربد فيه الاستيطان، حتى بات على وشك ابتلاع الضفة كلها، تمهيدا لتحويلها إلى كانتونات معزولة، تتحكم فيها بوابات عسكرية تسيطر عليها قوات الاحتلال.

تلك الحالة يجب أن تُنمى، وتُعزز، وتتصاعد بكافة الجهود الفردية الممكنة أو الجماعية، ذلك واجب مقدس ينبغي أن يساهم فيه كل فلسطيني أينما تواجد، وينبغي أن تبدع في تطوير أدواته كل العقول الفلسطينية.

تأييد تلك الحالة واجب حماس وفتح والجهاد والجبهتين، واجب الأكاديمي، والشيخ، والوجيه الاجتماعي، والمعلم، والطالب، والإعلامي، واجب الجميع، لأن الخطر لا يتهدد قطعة أرض، يمكن أن تحررها أجيال لاحقة، وإنما يستهدف الخطر الوجود الفلسطيني كله في الضفة، وهو ما يؤثر على مسار الصراع مع الاحتلال جذريا.

2. تعزيز مشروع المقاومة في قطاع غزة ومواصلة ردع الاحتلال.

نجحت المقاومة في قطاع غزة في خلق معادلة ردع جديدة مع العدو، تبدت مظاهرها في عجز الاحتلال وتردده في مواجهة صواريخ البرق الأخيرة، وتبدت من قبل في عجز الاحتلال عن مواجهة صواريخ المقاومة في معركة سيف القدس.

والمطلوب خلال 2022 تعزيز تلك الحالة وتقويتها، والإيمان بها، والالتفاف حولها، وإسنادها بكل وسيلة ممكنة.

لقد أثبتت تلك المقاومة قدرتها على أن تشكل لنا أملاً في إمكانية تغيير الواقع المعتم، وأنها قادرة على تحقق فعلاً عسكرياً متقناً، وليس مجرد حالة عابرة تناوش الاحتلال إلى حين.

واجب تلك المقاومة أن تجذر علاقتها بالجماهير من حولها، وواجب الجماهير أن تلتصق بها، وتحتضنها، وتؤمن أن الثمن المدفوع بسبب وجودها أقل بكثير من ثمن غيابها، وجرائم الاحتلال في الضفة خير دليل.

3. السعي لحصار منظومة التعاون الأمني، وإيجاد حالة وطنية فلسطينية جامعة.

يظهر كل يوم مدى فشل منظومة التعاون الأمني مع الاحتلال، وفشلها الذريع، لقد أخذ منها العدو كل شيء، ولم يعطِ الفلسطينيين في المقابل أي شيء، لقد استثمر تلك الحالة في فرض الاستيطان، والعدوان، متمتعا بأرخص احتلال على وجه الأرض.

منظومة التنسيق الأمني تتصاعد عزلتها الوطنية والجماهيرية، وما استطلاعات الرأي الأخيرة إلا مؤشر على ذلك.

واجب الجماهير خلال العام الجديد مواصلة عزلها، وهو أيضاً واجب الفصائل كلها، فالمطلوب أن نعلن بوضوح أن المصالحة لن تبدأ إلا بالاتفاق على مشروع مقاومة واضح المعالم، يتفق عليه الكل الفلسطيني، وتضعه كل القوى الفلسطينية واقعاً ميدانيا على الأرض.

لا مصالحة دون ذلك، ولا نجاح للفلسطينيين إلا بذلك، مرحباً بالسلطة ورئيسها أن وافقوا على مقاومة هذا المحتل، وهذا فراق بيننا متى أرادوا مواصلة مشروع التعاون الأمني الخادم للاحتلال.

4. تعزيز الترابط الجاري بين المقاومة في غزة وساحات العمل الفلسطينية الأخرى

لم تكن معركة سيف القدس العام المنصرم مجرد انجاز عسكري استثنائي فحسب، بل كانت استثناءً في ترابط الفلسطينيين في ميدان المواجهة أيضاً.

بعد تلك المعركة سقطت كل الأكاذيب التي كانت تروج عن دولة غزة، وانشغال غزة بهمومها، وسعيها إلى حل سياسي يتعلق بها وحدها، ليرى الجميع أن الكل الفلسطيني كتلة واحدة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن، إلى قطاع غزة مروراً بالضفة والداخل المحتل.

في عام 2021 كانت اللد والنقب في قلب المعركة مثل جنين ورام الله، مثل غزة ورفح، وهكذا في معادلة باتت تنصهر في طياتها كل المدن الفلسطينية، وعلى رأسها القدس المحررة قريبا بإذن الله.

هذه الحالة يجب تطويرها، ووضع الخطط لتعميقها، واستثمار كل حدث في تفعيلها لتكون دائمة الحضور، وصولاً إلى إزالة هذا الكيان.

5. تعزيز قوة وحضور المقاومة في لبنان وحيثما أمكن في الخارج

انطلقت خلال عام 2021 مجموعة من الصواريخ من جنوب لبنان، وأعلن العدو حينها أنها أطلقت من قبل مجموعة عسكرية تابعة لحركة حماس، ولمحت الحركة في أكثر من مرة أن المواجهات القادمة مع الاحتلال تعني اشتعال المنطقة، ما قد يشير إلى سعي حماس لبناء قوة عسكرية في دول الجوار الفلسطيني.

هذا المنحى يجب تعزيزه وتطويره، فكما يحارب العدو في كل الساحات ينبغي أن نحاربه انطلاقا من كل الساحات، ولا يجب أبداً أن تظل بقعة في أرضنا المحتلة بعيدة عن نيران المقاومة في أي مواجهة قادمة.

ينبغي أن يدفع المستوطنون الثمن في كل مكان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.

6. الضغط على المحتل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

يعيش المواطنون في قطاع غزة ظروفاً اقتصادية في غاية السوء بسبب الحصار، وواجب المقاومة أن تنهي هذه الحالة، وهو ما سعت لتحقيقه من خلال الوسيط المصري، لكن حالة المماطلة والتسويف والتلكؤ مازالت مستمرة، وهو ما يعني قرب مواجهة جديدة.

تبدو الحكومة الصهيونية عاجزة عن اتخاذ قرار بإيجاد علاج جذري لمشكلة غزة، وهو ما يشير مع مؤشرات أخرى مختلفة إلى حالة العجز والحيرة والتراجع التي يعيشها الكيان الصهيوني.

واجب المقاومة أن تبتكر الأدوات القادرة على الضغط على الاحتلال لتحقيق مصالح المواطنين في غزة، لكن الحقيقة أن أي أدوات سواء كانت عسكرية أو شعبية ستدفع بالنهاية إلى مواجهة عسكرية مع المحتل.

كانت تلك أهم أولويات الشعب الفلسطيني خلال العام الجديد، متمنين لشعبنا كل توفيق ونجاح في تحقيقها.

البث المباشر