من المحاور الرئيسة والمهمة في حوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال برنامج المقابلة الذي بثته قناة الجزيرة كان ملف الأسرى، وقد تعهد هنية في حديثه بالسعي الجاد لتخليص جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من مرارة الاعتقال وآلام السجن. وهذا تأكيد من قيادة المقاومة أن الأسرى قضية وطنية لا يتجاوزهم أي حدث فلسطيني ولا يمتنع أحد عن الحديث عنهم، غير موقف السلطة المؤسف الذي تمثل بقطع رواتب عدد من الأسرى المحررين، فخلف القضبان أكثر من 4500أسير وأسيرة، بينهم أسرى أطفال و آخرين مرضى يعانون من سياسة الاهمال الطبي التي تتعمدها إدارة مصلحة السجون، وهناك أمراض مزمنة، و أخرى خطيرة تهدد حياة الأسير وقد تصل به إلى أن يستشهد، و لا تقوم إدارة سجون الاحتلال بتقديم أي مساعدة طبية سريرية فائقة لأولئك الأسرى المصابون بأمراض الأورام و السرطانات ومرضى السكري وضغط الدم، و إذا ما انتقلنا في الحديث عن الأسيرات فلم تنتهي بعد صور اعتداء وحدات القمع الصهيونية لهن، فضلا عن وجود أسيرات مرضى تحتاج كل مريضة منهن إلى رعاية طبية تنهي معاناتها مع الألم و أبرزهن الأسيرة إسراء الجعابيص و التي تعيش داخل السجن في ظروف قاسية و مؤلمة تتجاوز فيها الإدارة الصهيونية كل الأعراف و القوانين الدولية الإنسانية فلا تراعي حقها في العلاج ولا وقف التعذيب النفسي الذي تتعرض له إسراء ساعة بساعة نتيجة الحروق و الآلام و وظروف الاعتقال. إلى جانب ذلك هناك أسرى الاعتقال الإداري والذين يعتقلون في السجون الصهيونية دون تهمة واضحة توجه لهم ودون محاكمة و يقضي الأسير منهم حكما بالشهور والسنوات، وتنتهي محكومية اعتقاله، فتعمد إدارة سجون الاحتلال إلى سياسة التجديد للاعتقال الإداري فيضطر الأسير دفاعا عن نفسه ورفضا لهذه السياسة الصهيونية الدخول في معركة الإضراب عن الطعام ومن أقرب صور الأسرى اليوم الأسير هشام أبو هواش و الذي يتعرض للموت البطيء وقد أكدت عائلته أنه يدخل نوبات غيبوبة مستمرة و هناك خطر على حياته بعد دخوله اليوم ١٤١ للإضراب المتواصل .

وأمام ذلك فإنا قضية الأسرى تمثل بحق صاعق تفجير للمنطقة و تأكيد أنها على سلم أولويات المقاومة باعتبارهم ضحوا بأعمارهم من اجل القضية الفلسطينية العادلة.