ضربة أمنية جديدة، وصفعة بحزام ناري يتعرض لها الموساد الصهيوني بعد أن أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة عن إلقاء القبض على أحد العناصر المشاركة في اغتيال الشهيد فادي البطش بماليزيا، حيث استشهد البطش في ابريل عام 2018 خلال ذهابه لأداء صلاة الفجر، وقد انتقل جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه بمدينة جباليا ليوارى الثرى بين الشهداء ورفاق الدرب.
رحل الشهيد فادي بعد رحلة طويلة من الإنجازات العلمية على مستوى العالم، وقد حققت دراساته العلمية المتعلقة بالهندسة الكهربائية اهتمامًا واسعًا بين جامعات دولية عريقة، ومراكز بحثية عالمية، وقد حصد الشهيد فادي على جوائز عالمية وحصرية لموهبته الربانية التي تميز بها خلال سنين الدراسة والعمل التي قضاها بماليزيا.
أثبت العلماء الفلسطينيون براعتهم في العديد من المجالات وباتت لديهم القدرة على تحقيق الكثير من الانجازات الوطنية، والعمل لأجل القضية الفلسطينية، وهناك نماذج من الذين طالتهم يد الموساد الصهيوني وعملت على تصفيتهم، ومن أبرزهم: غسان كنفاني الذي اغتيل عام 1972 في لبنان، والشهيد خالد نزال عام 1986 في روما، والشهيد خليل الوزير الملقب "أبو جهاد" عام 1988 في مقر إقامته بتونس، والشهيد صلاح خلف عام 1991 في تونس العاصمة، والشهيد عاطف بسيسو عام 1992 في باريس، والشهيد فتحي الشقاقي عام 1995 في مالطا، ومحاولة اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) في العاصمة الأردنية عمان عبر حقنه بالسم عام 1997، ولكن العملية فشلت وأدت إلى توتر في العلاقات بين الأردن و دولة الاحتلال كان من نتائج تسويته إطلاق سراح مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين الذي كان مسجونًا آنذاك في سجون الاحتلال الصهيوني، كذلك اغتيال الشهيد عز الدين خليل عام 2004 في حي الزهراء بالعاصمة دمشق، واغتيال الشهيد محمود المبحوح في أحد فنادق دبي بالإمارات العربية المتحدة، واغتيال الشهيد عمر النايف في السفارة الفلسطينية ببلغاريا عام 2016.
وقفت المقاومة وأذرعها الأمنية ندًا للعدو الصهيوني، وشكلت غطاءً أمنيًا يحفظ ظهر المقاومة، ويحمي عرينها، وبدأت بتوجيه ضربات أمنية مكثفة لمنظومات أمن العدو، كان من أبرزها، الكشف عن خلية "سيرت متكال" وهي إحدى خلايا الموساد التي تسللت إلى قطاع غزة عام 2018، ارتقى خلالها الشهيد نور بركة القائد الميداني في كتائب القسام، وقُتل قائد خلية "سيرت متكال" وأصيب عدد من أعضائها؛ ما أدى لهبوط طائرة مروحية شرق خانيونس لنقل القتيل وإنقاذ المصابين، وسط قصف مكثف لسلاح الجو الصهيوني الذي ساهم في فرار عناصر القوات الخاصة من الحدود الشرقية للقطاع.
المقاومة بكل تأكيد أصبح لديها جهد ذاتي تَطوَّر بالفعل الاستراتيجي والتفكير الإبداعي، وباتت تمتلك رغبة واسعة في مهاجمة أذرع الموساد الصهيوني، والعمل وفق نظريات أمنية دقيقة، للكشف عن منفذي عمليات الاغتيال التي ينفذها العدو الصهيوني، والتي من أبرزها إلقاء القبض على منفذ عملية اغتيال الشهيد فادي البطش، بعد أن ذكرت وزارة الداخلية ببيان رسمي أنها أوقفت أحد المشاركين في عملية الاغتيال، وهو يتواجد بقطاع غزة، وهذا يؤكد أن المقاومة وأجهزتها الأمنية تدير معركة أمنية واسعة للإطاحة بأذناب الاحتلال، وفرض معادلات أمنية ضربت خاصرته، وأحدثت هزة أمنية كبيرة، على غرار الضربات الأمنية التي تعرض لها العدو الصهيوني خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
الكشف عن خيوط الموساد في قطاع غزة، يُعد فعل أمني استراتيجي، له العديد من الآثار على المستوى الداخلي بقطاع غزة، حيث يمنح شعور أبناء شعبنا بالكثير من الطمأنينة والثقة التامة بأن أجهزتنا تعمل ليلاً ونهارًا للحفاظ على أمن المجتمع من الاختراق الصهيوني، كذلك له آثار كارثية على دولة الاحتلال، حيث أن العدو بات يعيش حالة من الفشل المتواصل والسقوط المدوي أمام المقاومة، وهو ما يُضعف حكومة الاحتلال أمام جبهتها الداخلية وأمام حلفاءها المطبعين والداعمين.