قائد الطوفان قائد الطوفان

بهدف عزل المدينة

مخططات ومشاريع استيطانية ضخمة في القدس

الرسالة- محمد عطا الله

تزداد وتيرة المخططات والمشاريع الاستيطانية الضخمة في مدينة القدس المحتلة، بشكل غير مسبوق؛ مستهدفة تطويق المدينة وعزلها عن باقي المناطق الفلسطينية؛ تمهيداً لتنفيذ الرؤية الصهيونية بما يسمى القدس الكبرى والموحدة للكيان.

وصادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء، التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي، على إقامة حي استيطاني جديد غرب صور باهر بالقدس المحتلة.

وقالت بلدية الاحتلال، في بيان لها أمس: إنها "قررت، من خلال اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس، التوصية للجنة اللوائية بتقديم خطة جديدة لبناء حي سكني جديد في مجمع القناة الجنوبي".

وأضافت: "تقترح الخطة إنشاء حي جديد يضم 1215 وحدة سكنية، وبرجاً مكوناً من 28 طابقاً، و11 مجمعاً سكنياً بين 7 و11 طابقاً. إضافة إلى واجهة تجارية باتجاه الطريق الرئيس في الحي في 6 قطع سكنية، وقسم واحد للأماكن العامة المفتوحة المجاورة للمباني".

وبحسب خبراء، فإن الاحتلال يسعى، بكل قوة، لتغيير معالم المدينة وإحكام السيطرة عليها وتحويلها إلى مدينة يهودية، وفرض أمر واقع على الأرض يمنع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على المدى البعيد.

 3 أهداف

ويرى خبير خرائط مدينة القدس، خليل التفكجي، أن ما يجري محاولة فرض أمر واقع على الأرض، عبر تحويل القدس الشرقية وضمها وإغراقها بالمستوطنات، لأن البناء الذي يجري الآن فوق الخط الأخضر لإنهاء الخط الفاصل بين القدس الشرقية والغربية تماماً.

ويوضح التفكجي أن الاحتلال يسعى إلى إلغاء ما يسمى بحدود الرابع من حزيران ودفنها؛ بهدف طمس أي معالم للمدينة وإنهاء الحديث حول إمكانية أن تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين.

ويؤكد أن الهدف الثاني هو تغيير الواقع الديمغرافي وزيادة عدد المستوطنين وتقليل عدد الفلسطينيين.

ويبين التفكجي أن المخطط الأبرز هو تنفيذ مشروع القدس لعام 2020-2050 الذي يقضي بإقامة 58 ألف وحدة سكنية ببناء مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قائمة، إلى جانب فتح أنفاق وإقامة بنية تحتية لربط المستوطنات الإسرائيلية التي تقع خارج حدود البلدية مع داخلها وهو إقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي.

وشدد على أن التصدي لهذه المشاريع والمخططات بحاجة لسياسة وبرنامج فلسطيني قائم على أن القدس عاصمة للفلسطينيين ويجب دعمها بكل الإمكانيات المادية والمعنوية، بعيداً عن ردات الفعل المؤقتة.

ويعتقد الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، أن هذه المخططات المتسارعة تأتي استكمالاً لخطة شارون وقادة الكيان الإسرائيلي بتهويد العاصمة بشكل كامل وفرض السيطرة المكانية والزمانية على القدس.

ويضيف عمرو في حديثه لـ"الرسالة" أن الحديث بدأ عن 56 ألف وحدة استيطانية ستصل إلى ما يزيد عن 300 ألف وحدة وتنفيذ خطة 2020-2050 التي تهدف إلى فصل مدينة القدس وعزلها بصورة كاملة عن المناطق الفلسطينية.

ويبين أن الاحتلال يدفع بآلاف الوحدات الاستيطانية في المواقع الرمزية بهدف إغلاق باقي المناطق التي تؤدي إلى مدينة القدس والسيطرة عليها وضمها للكيان، وإلغاء مسمى "أراضي محتلة عام 1967".

ويشدد عمرو على أن هذه المشاريع الاستيطانية ذات بعد استراتيجي وحكومات الاحتلال تسابق الزمن بصورة جنونية لعزل المدينة المقدسة وإقامة ما يسمى بالهيكل.

البث المباشر