لا شك إن الطائرات المسيرة أصبحت اليوم عنصرًا فاعلًا في الحروب، ويعد الاحتلال الغاشم من أوائل من امتلك هذا السلاح وهذه التقنية المتطورة، كما يعد هذا السلاح قوة ردع وحسم في العصر الحديث، فقد تطور كثيرًا وأصبح كثير من الدول والكيانات تتسارع لامتلاكه بشتى الوسائل، وهذا الأمر لم يكن في حسبان الاحتلال، بأن هذا السلاح أصبح في يد المقاومة على مختلف الجبهات وكذلك بعض الدول التي تكن العداء للكيان الصهيوني وبعض حلفائها، وقد زاد هذا الأمر حالة الإرباك لدى ما يسمى بالمؤسسة الأمنية الصهيونية، خاصة وأن هذا السلاح قد استخدم بالفعل ضد أهداف صهيونية من المقاومة وأطراف أخرى، وهنا في هذه السطور يطرح الكاتب تساؤلًا منطقيًا: كيف يواجه الاحتلال الصهيوني خطر الطائرات المسيرة؟
المواجهة على الجبهة الشمالية
تعد المقاومة اللبنانية وبعض الفصائل في سوريا تهديدًا حقيقيًا للاحتلال الإسرائيلي، فسلاح المسيرات التي تمتلكه كبير ومتعدد وقد استخدمت هذا السلاح في الهجوم ضد أهداف صهيونية، وتارة للاستطلاع والرصد، لذلك أمام الاحتلال خيارات للتعامل مع هذا التهديد أهمها:
أولًا: العمل على تعطيل برنامج هذا السلاح بتعطيل خطوط الإنتاج والتخزين والاستخدام.
ثانيًا: العمل على منع المقاومة اللبنانية ومن معها في سوريا باستغلال أي فرصة لاستخدام هذا السلاح سواء للاستطلاع أو الرصد أو الهجوم.
ثالثًا: اغتيال الأشخاص والعقول التي تعمل على تطوير هذا السلاح أو إنتاجه.
رابعًا: إنشاء قواعد ومنصات عسكرية وهمية لتضليل المقاومة في رصدها للأهداف العسكرية الحقيقية للاحتلال.
خامسًا: تهيئة الجبهة الداخلية لدى الاحتلال من خلال مناورات تحاكي استخدام عشرات الطائرات من المسيرات من قبل المقاومة اللبنانية.
سادسًا: الضغط الدولي من خلال أمريكا الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني وكذلك أوروبا بممارسة ضغوطات سياسية وأمنية واقتصادية على الدول الداعمة للمقاومة اللبنانية بعدم تزويدها بهذا السلاح الاستراتيجي ولا بتقنيته
المواجهة على الجبهة الجنوبية لفلسطين
في المقابل وعلى الجبهة الجنوبية لفلسطين حيث المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام والتي أعلنت أنها تمتلك هذا السلاح من المسيرات، وقد استخدمته في مواجهات مع الاحتلال أثناء عدوانه على قطاع غزة، وقد أوضحت كتائب القسام أنها قامت باستخدام عدة أنواع من المسيرات الهجومية والاستطلاعية والرصد، مما جعل الاحتلال الغاشم يدرك حقيقة هذا التهديد الاستراتيجي له، وأن المنطقة كلها ستتحول إلى ساحة لحرب الطائرات المسيرة، لذلك يسعى الاحتلال الصهيوني لمواجهة هذا الخطر بأدوات قد تتشابه أو تختلف كما يفعل على الجبهة الشمالية ضد المقاومة اللبنانية فهي تعمل على:
أولًا: استهداف وتدمير أي مكان يعتقد أنه مخزن أو ورشة تصنيع لهذا السلاح.
ثانيًا: تشكيل تهديد مستمر وشبه دائم للمقاومة الفلسطينية لمنعها من استخدام أو استغلال اي فرصة لهذا السلاح.
ثالثًا: اغتيال الأشخاص والعقول التي تعمل على تطوير هذا السلاح كما فعلت مع الشهيد الزواري.
رابعًا: التصدي بالنيران الحربية لكل جسم يخرج من قطاع غزة قد يشكل تهديدًا لأمن الاحتلال.
خامسًا: منع وصول أي إمدادات أو أدوات قد تستخدم في تصنيع سلاح المسيرات سواء بالتهريب عبر الحدود أو الأنفاق أو المعابر.
ويري كاتب السطور أن الاحتلال الغاصب في حالة تخبط حقيقي من خلال قراءات لبعض النقاشات التي تتم فيما يسمى (بمراكز أبحاث الأمن القومي الصهيوني) التي تحدثت أن هذا السلاح قد يشكّل تهديدًا حقيقيًا لأمن الاحتلال.