بين اشتراطات عباس ومرونة حماس
هل تنجح الجزائر في دفع عجلة المصالحة؟
الرسالة- محمد عطا الله
تسعى دولة الجزائر إلى لعب دور مهم في الملف الفلسطيني عبر دعوتها للفصائل الفلسطينية بعقد لقاء جامع في العاصمة الجزائرية، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الفلسطينية.
وبدأت وفود الفصائل الفلسطينية تصل إلى العاصمة الجزائرية أمس؛ تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي قدمها خلال لقائه برئيس السلطة محمود عباس، في السادس من ديسمبر/ كانون أول الماضي، باستضافة مؤتمر جامع للفصائل.
وسيجتمع الفريق الجزائري المكلف بملف المؤتمر الفلسطيني الجامع، بقيادات الفصائل في جولة أولى سيكون الهدف منها الاستماع لآرائهم ومواقفهم، قبل الوصول إلى "المؤتمر الجامع" الذي ينتظر أن يكون بإشراف مباشر من الرئيس تبون.
ويأتي هذا اللقاء في محاولة من الجزائر لكسر حالة الركود والجمود الذي أصاب ملف المصالحة، بعد إلغاء رئيس السلطة عباس للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الذي جرى التوافق على إجرائها في مايو الماضي بعد سلسلة لقاءات في القاهرة، على أساس أن تكون هذه الانتخابات التي أُلغيت مقدمة لرأب الصدع وانهاء الانقسام.
ويرى مراقبون أن الدعوة الجزائرية مهمة في الوقت الذي يشهد فيه ملف المصالحة حالة من الجمود، لكن نجاح هذه اللقاءات مرهون بتخلي رئيس السلطة عن اشتراطاته المُسبقة في سبيل إنهاء الانقسام وإنجاح الوساطة الجزائرية.
ويتمسك رئيس السلطة بشروطه في أن تعترف حركة حماس بقرارات الرباعية الدولية وشروطها من أجل القبول بمشاركتها في حكومة وحدة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
وقال عباس في افتتاح المجلس الثوري لحركة "فتح" لأعمال دورته التاسعة إنه على استعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية فور موافقة حماس على قرارات الشرعية الدولية.
في المقابل، فإن حركة حماس تُبدي مرونة عالية اتجاه أي لقاء من شأنه أن يدفع عجلة المصالحة الفلسطينية ويكون مقدمة لإنهاء الانقسام، وهو موقف تتمسك به الحركة ويؤكده رئيسها إسماعيل هنية الذي قال قبل أيام إن حركته ذاهبة إلى الجزائر دون اشتراطات مسبقة، وتعتبر اللقاء فرصة لا تعوّض.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن لقاء الجزائر لن يكتب له النجاح طالما عباس وفتح ذاهبون بشروطهم السابقة، التي تطالب حماس بالاعتراف بشروط الرباعية والكيان الصهيوني، بمعنى أنه يجب على الكل الفلسطيني أن ينضم تحت عباءة أوسلو.
ويوضح الصواف في حديثه لـ " الرسالة" أن شروط عباس تعني أن اللقاء لن يصل إلى نتيجة تحقق الوحدة للشعب الفلسطيني وتشكيل حكومة وانهاء الانقسام، متوقعا أن يخرج اللقاء بنتائج سلبية.
ويبين أن حماس ذهبت للجزائر بصدر مفتوح ودون أي شروط ولتحقق مصالح الشعب الفلسطيني وتحقق الوحدة المطلوبة لبناء المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى حكومة الجزائر أن تدرك أن شروط عباس غير مقبولة لا على الفلسطينيين أو غيرهم.
ويستبعد الكاتب والوزير السابق نبيل عمرو، إمكانية حدوث تقدم أو اختراق في ملف انهاء الانقسام في ظل وضع بعض الفصائل شروطاً مسبقة قبل عقد اللقاء وإصرار كل طرف على موقفه السابق.
ويقول عمرو في مقطع مصور تعقيباً على الدعوة الجزائرية إن هذه اللقاءات بحاجة إلى توافق مسبق وحوار داخلي فعّال والذهاب للجزائر لإعلان الاتفاق وليس البداية من نقطة الصفر، ودون أن يسعى كل طرف لفرض شروطه على الآخر.
ويشير إلى أن فشل جميع اللقاءات السابقة يرجع إلى عدم وجود رافعة وقناعة فلسطينية تنجح في إنهاء الانقسام، ومحاولة فرض شروط تسبق أي مبادرة عربية أو دولية تدفع باتجاه رأب الصدع وتحقيق الوحدة الفلسطينية.