قال الأسير المحرر، المرشح على قائمة "القدس موعدنا" ياسر البدرساوي إن السجون تغلي، بفعل سياسات الاحتلال التي تتعمد إذلال الأسرى وإهانتهم وسحب منجزاتهم.
توتر شديد
وأكد البدرساوي، الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال مساء الأحد، بعد اعتقال إداري دام 8 أشهر: إنّ حالة من التوتر الشديد تشهدها السجون، خاصة عقب أحداث نفحة وجلبوع، إذ لجأت إدارة السجون لسنّ قوانين مجحفة.
وبيّن أنّ "هذه القوانين كان لها الأثر البالغ على الأسرى، حيث سحبت منجزاتهم، ونفذت حملات تنقل واسعة، وزج بقيادات الحركة الأسيرة في العزل، فلما ردّ الأسرى بحل التنظيم، سرعان ما تراجعت الإدارة عن سياساتها".
الأسرى وكورونا
وفي شأن الوضع الصحي للأسرى، وتوارد الأنباء حول تزايد الإصابات بكورونا في صفوفهم، أكد البدرساوي على خطورة الوضع، ولم يستبعد احتمالية انتقال الفيروس للأسرى عن طريق السجانين عمدًا، كنوع من العقاب.
وطالب، باسم الأسرى، الجهات الحقوقية والدولية بالتدخل والتدقيق في هذا الأمر، وتقديم العلاج المناسب للأسرى.
وأوضح أنّ إدارة السجون تلجأ لعزل القسم بالكامل حال إصابة أحد الأسرى، الأمر الذي يزيد احتمالية انتقال العدوى لأسرى القسم كافة، علاوة فضلا عن أنه يتم نقل كل عشرة أسرى جملة واحدة لإجراء الفحص، دون الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة.
مقاطعة المحاكم
وعقب البدرساوي، على مقاطعة الأسرى الإداريين لمحاكم الاحتلال، تنديدا بسياسة الاعتقال الإداري وسعيا نحو إنهائها قائلا: "الاعتقال الإداري يسرق من عمر الأسير سنوات طويلة، دون تهمة، سوى أن الشاباك يتذرع بملف سري، يمنع الأسير ومحاميه من الاطلاع عليه".
وتابع: "نتيجة لذلك لجأ الأسرى لمقاطعة المحاكم منذ نحو شهر، وسبق أن لجا الأسرى لخطوات أخرى، مثل الإضرابات الفردية والجماعية لكسر الاعتقال الإداري، وسيكون هناك خطوات أخرى في الأيام القادمة".
سلوك يعزز الانقسام
واستهجن البدرساوي سلوك أجهزة السلطة التي اقتحمت منزله الكائن في مخيم بلاطة شرق نابلس قبيل وصوله، وأزالت رايات "لا إله إلا الله".
وعدَّ الأسير المحرر أن هذا سلوك غير مقبول، ومن شأن مثل هذه الممارسات تعزيز الانقسام الداخلي، وتنغيص الفرحة على الأسير، الذي أفنى سنيّ عمره دفاعا عن كرامة أهله ووطنه.
معركة متواصلة
ويواصل الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال ، مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال لليوم الرابع والعشرين على التوالي، في إطار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداريّ الممنهجة، تحت شعار “قرارنا حرية”.
وأعلن نحو ٥٠٠ أسير إداري عن خطواتهم الاحتجاجية في اليوم الأول من عام 2022 الجديد، والتي تتمثل بإعلان المقاطعة الشاملة والنهائية وغير المسبوقة لكل إجراءات قضاء الاحتلال المتعلقة بالاعتقال الإداري (مراجعة قضائية، استئناف، عليا).
ويطالب الأسرى الإداريون بالتحرك على كافة المستويات لدعم خطوتهم ورفع الظلم الواقع عليهم.
سياسة انتقامية
وتشكل سياسة الاعتقال الإداري، إحدى أبرز السياسات التي يستخدمها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ويستهدف من خلالها الفاعلين والمؤثرين على كافة المستويات، بهدف تقويض أي حالة للنهوض بالمجتمع الفلسطيني.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
ولطالما دخل الأسرى الفلسطينيون في سلسلة من معارك الأمعاء الخاوية من أجل دفع سلطات الاحتلال لوقف استخدام هذه السياسة الجائرة بحقهم.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حوالي ٤٦٠٠ بينهم ٣٤ أسيرة و١٦٠ طفلا و٥٠٠ إداري منهم تسعة نواب، و٦٠٠مريض منهم أربعة يعانون السرطان و١٤ آخرين يعانون أوراما متنوعة.