قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: بالصوت العالي ..السلم والثعبان

وسام عفيفه

العديد من العمليات الحسابية والمعادلات الرياضية أصبحت خارج الحسابات العربية بعدما خرجت من التاريخ والجغرافيا.

فمثلا معظم الدول العربية باتت تقبل القسمة ولم تعد تقبل الجمع, كما هو الحال في السودان والعراق واليمن ولبنان والمغرب.. والحبل على الجرار , في حين يتجه العالم الى "الجمع" عبر تكتلات جغرافية وسياسية وعسكرية واقتصادية .

الأمة كلها تتعرض للضرب والطرح، وهي غير قادرة على أن تكون جزءا من أية معادلة إقليمية أو دولية عدا بعض الدول المشاغبة في إطار "الممانعة".

عندما يلعب خصمان غير متكافئين في أية لعبة أو مسابقة يشعر الخصم القوي بالملل, أما المشجعون فيتجاهلونها لبرودتها أو لأنها "بلا طعمة" على رأي "الشوام", لهذا لم يعد احد يقبل اللعب مع العرب .

فلسطينيا, يلعب الاحتلال مع أمريكا على قضيتنا بينما السلطة مجرد حجر طاولة.

كما يلعب الأمريكان مع إيران على الخليج, وإيران تلعب مع تركيا, والصين وأوربا تلعبان مع أمريكا على السودان واليمن، وجميعهم يلعبون على الأقطار العربية.

في المفاوضات الفلسطينية تستخدم كلنتون لعبة السلم والثعبان ..وكلما رمى نتنياهو حجر النرد وضعته أمريكا على السلم ليصعد، بينما "نرد" أبو مازن يضعه دائما على رأس الثعبان, فينزل.

رغم أن أبو مازن وفريقه يعلمون أن ورقة اللعبة وحجر النرد مزيفين و"مغشوشين" وان أمريكا صممت اللعبة كي تفوز "إسرائيل" دائما, إلا انه يواصل اللعب.. حتى باتت اللعبة "بايخة" مثل "الطبيخ الدلع".

في وطننا العربي كل شئ بات "بلا نكهة", نتيجة إدمان السياسة المخدرة .. لم تعد الكوميديا تضحكنا, والتراجيديا لم تعد تبكينا, لان بكائياتنا الواقعية أكثر, الشعر صار أغاني شعبية, والأغاني مثل أبواق السيارات. الجميع ينتظر ان يأتي التغيير على حصان ابيض, كفارس من عصور المجد العربي والإسلامي.. ننتظر فاتحا يكسر أبواب نفوسنا ليخرجنا من خوفنا ومن ضعفنا.

لكن ماذا لو لم يأت فارس التغيير وفاتح أبواب المستقبل؟!: سنبقى ننزل على ذيل الثعبان والعالم يصعد على درجات السلم.

نحن في غزة لدينا فرصة على الأقل أن نذوق طعم الخوف, ونعيش نكهة الحياة, نساهم في تغيير الواقع حتى لو كان ثمنه الموت .. نشارك في اللعب ولا نقبل أن نكون أحجار نرد.

البث المباشر