تزداد حدة عربدة المستوطنين في الضفة والقدس المحتلتين، منذ ترؤس المستوطن المتطرف نفتالي بينت سدة الحكم في (إسرائيل).
ولا يكاد يخلو يوم من القتل والتهجير والدعس والضرب، وبحماية من سلطات الاحتلال التي توفر لهم بيئة خصبة للهجمات.
ويرى ناشطون ضد الاستيطان، أن اعتداءات المستوطنين تتزايد في ظل صمت مطبق من الحكومة الفلسطينية التي تطلق التصريحات الرنانة فقط، في ظل توالي اللقاءات بين قيادة السلطة والاحتلال.
توحش كبير
بدوره، أكد الناشط في شؤون الاستيطان، وليد أبو محسن، أن المستوطنين يعربدون بترخيص من الحكومة (الإسرائيلية) المتطرفة، باعتبار أن أغلبها مستوطنون، مشيراً إلى أن الاعتداءات زادت وكان آخرها اقتحام حوارة والاعتداء على المواطنين والمحلات بحماية شرطة الاحتلال.
وقال أبو محسن في حديث لـ "الرسالة نت": "كذلك في بؤرة يتسهار القريبة من حاجز حوارة، -وهو تجمع للمستوطنين المتطرفين- يفعلون ما يريدونه دون حسيب أو رقيب".
وأوضح أن الدعم الرسمي والحكومي لا يرتقي للجرائم التي تحدث، منوها إلى أن توحش المستوطنين يأتي بسبب ضعف الحكومة والقيادة الفلسطينية في الوصول إلى مكتسبات.
ويتذمر المواطنون من ضعف الموقف الرسمي للسلطة، في وقت يستمر التعاون الأمني مع جيش الاحتلال، وسط لقاءات رسمية بين الطرفين.
ويدافع رئيس حكومة الاحتلال بينت وايليت شاكيد وغيرهما عن اعتداءات وجرائم قطعان المستوطنين، في وقت يُعد المستوطنون أحد أذرع سلطات الاحتلال في قمع المواطنين الفلسطينيين في الضفة بما فيها القدس.
وكان آخر ضحايا اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، استشهاد المقدسي فهمي حمد (57 عاما)، من مخيم قلنديا شمال العاصمة المحتلة؛ عقب إصابته بالاختناق بقنابل الغاز المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمخيم.
وكانت آليات الاحتلال العسكرية قد اقتحمت بأعداد كبيرة محيط مخيم قلنديا صباح اليوم، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين الجنود والشبان الفلسطينيين.
وخلال الاقتحام، أمطرت قوات الاحتلال المنطقة بالقنابل الغازية المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وألقتها بطريقة عشوائية؛ ما أدى لاختناق العديد، ومنهم الشهيد حمد.
وفي سياق متصل، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن اعتداءات المستوطنين على المدنيين العزل والبلدات والقرى الفلسطينية، بحماية جيش الاحتلال، هي جرائم ممنهجة وتكريس للأمر الواقع، وجزء من محاولات الترحيل القسري لشعبنا.
وطالبت الشبكة، في بيان لها، بالتحرك الفوري لتوفير الحماية الدولية في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، خاصة شمال الضفة الغربية في قرى وبلدات: قريوت، وبزاريا، وبرقة، وسيلة الظهر، وبورين، وعشرات المواقع على مدار الأيام الماضية.
وشددت على أن الأمم المتحدة مطالبة باتخاذ التدابير العاجلة للحماية الدولية، والعمل أيضا بكل السبل المتاحة من أجل إلزام قوة الاحتلال بوقف ممارساتها التي ترتقي لجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، وتوفير كل الخطوات اللازمة لدعم شعبنا للبقاء في أرضه، والعمل على وقف كل الإجراءات الهادفة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.