قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حسابهم "عصير"

آلاء هاشم
آلاء هاشم

آلاء هاشم 

أكدت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي سياسة الحقد والكراهية والسقوط الوطني والأخلاقي والسياسي لرموز وأنصار سلطة رام الله ، منهم عمر اشتية شقيق رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي يحمل فكراً و نهجاً سلطوياً تُمارسه السلطة.

ترسّخ ذلك بعد أن ضجّت مواقع التواصل بتفاعلات واسعة نتيجة الإساءة للزعيم الراحل ياسر عرفات في معرض فلسطين وياسر عرفات، الذي عرض صور ورسومات كاريكاتورية تسخر وتهزأ من شخصية أبو عمار، وأشرف على الرسومات واللوحات وتابعها متحف ياسر عرفات التابع لمؤسسة تُدعى باسمه وتقع تحت سيطرة وتصرف سلطة فتح ومحمود عباس.

 

ومما أثار غضب الفلسطينيين المُتابعين للصور والرسومات التي نُشرت عبر نطاق واسع من مساحات منصات التواصل الاجتماعي هو ظهور رئيس الوزراء محمد اشتية خلال افتتاحه للمعرض بحضور أعضاء آخرين من رئيس سلطة فتح محمود عباس.

 

مُشاركة اشتية وترحيبه بفكرة المعرض وإعجابه بالصور والرسوم الساخرة جعله محط انتقاد الشارع الفلسطيني خاصة مِن أنصار ومُحبي ياسر عرفات من يتغنون بإرثه داخل الوطن وخارجه، وهذا ما دفع عمر اشتية شقيق رئيس الوزراء للدفاع عنه وحديثه بنبرة تحمل لغة التهديد والوعيد لِمن انتقد سياسة محمد اشتية واصفًا بأنّ حسابهم *عصير* يقصد بذلك حساب عسير لكن مستواه لم يُسعفه للكتابة الصحيحة، واكتفى بالتعبير تاركًا دور التهكم والسخرية عليه لِرواد منصات التواصل الاجتماعي.

 

 كلامه، وإن جاء بشيء من الاستهزاء والتعجب من مُستواه الوطني والأخلاقي والتعليمي ؛ إلاّ أنّه يحمل بين ثناياه وفي حقيقته على أرض الواقع وجع ومعاناة و مأساة كبيرة يُعاني من تداعياتها مواطنون فلسطينيون معتقلون داخل زنازين وسجون السلطة.

ضمن سياسة الاعتقال التعسفي والتعذيب والإجرام الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون على أيدي عناصر جهاز المخابرات العامة و الأمن الوقائي التابع لسلطة رام الله والموجود في أرجاء ومدن الضفة المحتلة، والذين يعملون ليل نهار لِملاحقة الفلسطينيين من مختلف فئات المجتمع الفلسطيني بمن فيهم أسرى محررون من سجون العدو الصهيوني، من المُفترض على قيادة السلطة تكريمهم لا ملاحقتهم واعتقالهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل والتعذيب الشديد.

 

وهذا ما أفادت به والدة الأسير المحرر والمعتقل السياسي باسل ياسر حنايشة، التي تحدّثت بصوت يملؤه القهر والألم والحزن وهي تروي وتصف معاناة ابنها داخل زنازين سلطة عباس قائلة: *ابني تعذب عذاب الله أعلم فيه، وهوا وقع بين ناس ظالمين !!" وما خفي من تفاصيل كامنة في مقرّاتهم وسجونهم كان أعظم وأشد إيلامًا.

تُعد شهادتها واحدة من عشرات بل مئات القصص الحية التي تحكي عن وحشية وإجرام وقسوة وهمجية السلطة الفلسطينية في تعاملها مع الفلسطينيين المعتقلين داخل سجونها، وبِمقابل الصورة المأساوية نجد قادة السلطة يُقدّسون نهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ويحافظون على أمن وأمان وسلامة الصهاينة وقطعان المستوطنيين المغتصبين لأرض فلسطين، دون الالتفات لمعاناة الفلسطينيين من الاحتلال الصهيوني.

البث المباشر