قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: اجتماع المركزي المرتقب.. وهم محقق

هلال نصار
هلال نصار

هلال نصار

انعقاد المجلس المركزي يعتبر كارثة وطنية جديدة تضاف لكوارث الأزمة بالقرارات المصيرية المنفردة التي يمارسها فريق التنسيق المدنس دون الاستناد إلى الإرادة الشعبية، كما أن دعوة حضور اجتماع المجلس المركزي فيها مزاجية وانتقائية حسب أهواء القيادة المتنفذة بممارسة الإرهاب السياسي في منظمة التحرير الفلسطينية كونها لا تتبنى مبادئ انشاء المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والتي حددت في بنود أهمها وقف التنسيق الأمني المُدنس، ووقف الاعتراف بما يُدعى الكيان الصهيونى المحتل، وإلغاء الاعتراف بالاتفاقيات الانهزامية مع المحتل.

اصرار فريق التنسيق المدنس بانعقاد المجلس المركزي يشير الى تجديد الشرعية لذلك الفريق واضافة أشخاص جديدة مقربة ومحسوبة على فئة تنظيمية صفراء بدون إجماع وطني فلسطيني، كما أنه يهدف الى ملئ الشواغر بمنظمة التحرير التي يمارس فيها الدكتاتورية السياسية الفردية، والذي يحظى بنتائج صفرية على الهامش، بينما يوحي انعقاد المجلس المركزي خلال الأيام القليلة المرتقبة إلى الدخول بمأزق سياسي عميق ومحل خلاف واسع لشرخ المنظمة وتكريس الانقسام بين المشروع الوطني وفصائل المنظمة وشخصيات اعتبارية ومستقلة ومكونات المجتمع المحلي والشعب عامة، ولا شك أنها تعني زيادة التشرذم الفلسطيني من خلال تمرير القرارات الفردية والفئوية التي تتغلب للسيطرة على موقع المنظمة ارضاءً لقيادة كيان الاحتلال وإرساء العلاقات الحميمية على حساب شعبنا الفلسطيني وتهويد قضيتنا المركزية.

ولا شك أن مقاطعة الفصائل الكبرى لاجتماع المجلس المركزي قد ترفع عنه أي شرعية يسعى إليها ذلك الفريق المدنس، ويخشى من تشكيل القيادة الوطنية الموحدة في حال تحقيق انضمام الكتل السياسية والشعبية الكبرى في الساحة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى كاليسار وغيرها، التي تنظر في ضرورة إصلاح دور المنظمة لتكون حاضنة للمشروع الوطني بمكوناته كافة وليست حكراً على فئة بعينها وفق أجندات خطيرة، والضمير الوطني الحي يستوجب موقفاً تاريخياً واضحاً من أجل الشعب والقضية، فيما أثبتت قيادة السلطة وفريقها الفئوي الفشل والعجز عن حماية شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وكان واجباً عليها إعادة النظر في واقعها، ومراجعة كل المراحل الماضية من تاريخها المؤسف.

الخلاصة // يجب علينا كفلسطينيين الإيمان الحقيقي وتوحيد الجهود حول الشراكة الوطنية وإلغاء الاستحواذ من خلال التالي:

١. تحرير المنظمة المختطفة من فريق التنسيق المدنس الذي أصبح لا يرى إلا بعين الاحتلال باعتبارها سلطة صهيونية تنفذ ما يملي عليها قيادة الاحتلال الصهيوني لتحافظ على عرشها وتنهش حقوق الشعب وحماية الوطن، لأنها تخشى على نفسها صراع المناصب والمفارقة بين مشروع الحماية والخيانة للمشروع الوطني والقضية الفلسطينية الأم.

٢. تشكيل حوار وطني شامل وكامل يجمع الكل الفلسطيني بما فيه الفصائل الوطنية والإسلامية واليسارية في إطار جامع داخل المنظمة ومؤسساتها المختلفة للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، كما ان شرعية المنظمة مستمدة من الجماهير الملتفة حول المقاومة كخيار رئيسي، ومن يمتلك الشرعية هو من يمتلك البندقية والقوة في وجه الاحتلال.

٣. منظمة التحرير شُكلت لتمثيل الشعب وليس تمثيل فئة حزبية أو شخصية فردية، كما يجب على كافة مكونات شعبنا إنقاذ المنظمة ونزعها ممن لا يستحقها ويدعي أنه قادر على حماية شعبنا ولكنه لا يستطيع إلا ممارسة الخيانة العلنية ويحمي المحتل جهارا نهارا ويأبى الاستنكاف عن ذلك، وإعادة تشكيل المنظمة من جديد مطلب شعبي وضروري لأنها تعتبر البيت للكل الفلسطيني.

البث المباشر