منذ اشتعال الأحداث بين ثوار المدن والقرى الفلسطينية في الداخل المحتل مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، والأخير يحاول الضغط عليهم عبر قطع الكهرباء عنهم بعدما نفدت خططه وأساليبه في قمعهم عقب التظاهرات الأخيرة الرافضة لمشروع التشجير.
ويتذرع الاحتلال، كونه المسئول عن إمداد تلك القرى والبلدات بالكهرباء، بأن سبب القطع يعود لحجم الأحمال وموجة البرد الأخيرة، لكن السكان يؤكدون أن تلك الحجج واهية لأن الأمر يحدث للمرة الأولى، ويتضح ذلك من صورة تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي لإضاءة مركز الشرطة الوحيد في قرية تل السبع المقطوعة عنها الكهرباء بالكامل.
ويتذمر سكان المناطق المقطوعة عنها الكهرباء من الأجواء الباردة، خاصة قرى رهط والقادسية وأحياء حوارة، والنقب وتل السبع.
عبر فيديو نشره على الفيسبوك، وصف الشيخ سالم أبو صويص من حي القادسية" رهط" معاناة السكان في بلدته، وقال: "يعاني كبار السن والمرضى من انقطاع التيار الكهرباء الذي يشكل خطراً على حياتهم حد الموت لا سيما من يعتمد على أجهزة تنفس موصولة بالكهرباء".
وأضاف أبو صويص: "يبدو أن ما يجري في بلداتنا مقصود، خاصة أن الوصل يكون في الثالثة فجراً والناس نيام".
وذكر أن قطع التيار الكهربائي لعدة أسابيع فاق كل منطق وعقل، مشيراً إلى أنه توجه برفقة عدد من المواطنين لشركة الكهرباء لاستيضاح الأمر، لكن كان واضحاً أن ما يجري عقاب جماعي للبدو وسكان المنطقة الجنوبية بسبب الأحداث الأخيرة.
لم يصمت سكان البلدات المقطوعة عنها الكهرباء، فقد تظاهر أهالي عرعرة النقب على مدخل بلدتهم مطالبين بوضع حل لهذه المشكلة والتوقف عن القطع المتكرر للتيار الكهربائي عن بيوتهم وهم يرددون "ما في كهربا في البيوت.. من السقعة راح نموت".
كما لجأ سكان القرى البدوية المقطوعة عنها الكهرباء إلى استخدام الفحم للتدفئة رغم أنه خطر كبير على حياتهم.
وعبر تويتر، غردت ابنة النقب الشابة إيلام، وذكرت أن ما يحدث في النقب هو لتهجير جميع سكان البادية ومحاصرتهم في مكان واحد للسيطرة على أراضيهم والاستفادة منها.
وأكملت: أغلب مناطق بئر السبع (النقب) المهددة بالتهجير هي بلا شوارع ولا كهرباء ولا إمدادات ماء وحتى دون مواصلات، وكل ذلك للضغط على اصحابها حتى يتركوا مناطقهم لكن أهلها صامدون.
وبحسب أهالي النقب، فإن أزمة انقطاع التيار الكهربائي بهذا الشكل لم تحدث منذ 1982، لذا باستطاعة شركة الكهرباء إصلاح الوضع وتقوية الطاقة الكهربائية، لكنهم غير معنيين بذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة الكهرباء ادعت بداية الأزمة، قبل أسابيع قليلة، أن سبب المشكلة هو البلدية، لكن كُشف زيفُ ادعائهم، لتعود وتبث أكذوبة أخرى أنها لا تمتلك تصاريح دخول للقرى، بالإضافة إلى أن بعض المنازل في النقب تربط المنازل بالكهرباء بطريقة غير قانونية ما يُشكل ضغطاً على الشبكة.
يذكر أن هناك ما يزيد عن ست قرى فلسطينية تعيش دون كهرباء أي ما يزيد عن 6 آلاف فلسطيني في عرعرة النقب، إذ إن ساعات الوصول لا تكفي لإيصال المياه إليهم لتسخينها، أو لشحن أجهزة المرضى.
وتعد مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في النقب محاولة لإلهاء البدو عن المشكلة الحقيقية وهي محاولة دائرة الأراضي الاسرائيلية مواصلة اعتداءاتها وانتهاكاتها عبر تجريف ممتلكات بدو النقب، وسط حماية قوات من الشرطة والاعتداءات على الأهالي.
أما مخطط (إسرائيل) الجديد فيتمحور حول اقتلاع 300 عائلة من أراضيها، في بير هداج بالنقب لتهجير الفلسطينيين ضمن نكبة جديدة تنتظرهم.