قائد الطوفان قائد الطوفان

الطفل قنيبي.. حبس منزلي إجباري وطفولة معلّقة على النافذة

الطفل قنيبي
الطفل قنيبي

الرسالة نت-رشا فرحات

"كل محكمة بتتأجل، وبيطلبوا مني أضل محبوس في الدار، وصحابي بلعبوا قدامي وبيمرقوا من جنب الشباك وأنا مقهور كتير، بدي أكون بيناتهم".

هكذا قال الطفل علي قنيبي البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً لرجال الحي وهم يسلمون عليه عبر النافذة، بعد أن حكم عليه الاحتلال بالحبس المنزلي منذ خمسة أشهر ولأجل غير معلوم، وبينما يحاول قنيبي التأقلم مع حكم محكمة على طفل بأن يلزم بيته لأشهر، وقد تزيد إلى سنة، ظلت طفولته ونظرته معلقة على النافذة، وهكذا ببساطة حرمه اللعب والذهاب إلى المدرسة.

في الخارج علت أصوات الأصدقاء، احنا رجليك بره وكلنا تحت أمرك، ما تقلق، وهكذا ظلت النافذة طريقه نحو أصدقائه، يراقبهم من بعيد ويمرون عليه كل صباح، وهو محروم حتى من تقديم واجباته للمدرسة.

يتمسك عليّ بقضبان الشباك الخضراء وقد تحولت إلى حياة جديدة، ويتشبث أكثر كلما تذكر أنه أحد سكان حي الشيخ جراح، وأنه فرد من عائلة مهددة بمصادرة بيتها، فأصبح التشبث في هذا السجن واجباً وطنياً، يذّكره بحقه الذي يمكن أن يُصادر في أي لحظة.

التهمة هي تخريب سيارة أحد المستوطنين، وقد تفنن الاحتلال في تهمه لأهالي الشيخ جراح، وفي يوم الحدث أخذته قوات الشرطة إلى المسكوبية للتحقيق، وعرضته على المحكمة دون تهمة واضحة وحكم عليه بالحبس المنزلي المفتوح، دون معرفة توقيت الإفراج عنه.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يُعتقل فيها عليّ، بل جرب الاعتقال في ليال كثيرة حينما كان الاحتلال يقتحم المنزل مع ساعات الفجر الأولى، ويأخذه إلى التحقيق بهدف الترهيب والإرهاب لأطفال الشيخ جراح.

والده يقول: "هذه السياسة جائرة على الطفل والطفولة، لأنها فترة غير محددة، مفتوحة وتتجدد، عقاب جماعي للعائلة، يعني أنا أصبحت سجاناً لأبني أراقب تصرفاته، وإذا خرج أُعاقب على خروجه"

ويضيف: أربعون عائلة مهددة بالإخلاء في الشيخ جراح ونحن واحدة منها، ولو المستوطن أتى وكسر سيارتي أو منزلي لا يتخذون ضده أي اجراء، وفي المقابل إذا دافعت عن نفسي وبيتي سيتفنن الاحتلال في إجراءاته الصارمة كما فعل مع ابني عليّ.

ويعد والد عليّ هذا عقاباً للأسرة بأكملها، لأن ابنه طفل ويجب على كل العائلة أن تراقبه، وكلما نظر من النافذة ورأى أصدقاءه يتألم ويطلب الخروج للعب، لكنه لا يستطيع الخروج لشراء ملابس أو حلوى أو الذهاب إلى مدرسته، حياة تحولت إلى نافذة بيت مهدد بالإخلاء.

ويضيف: "بالنسبة لنا، الاحتلال يعتبرنا كفلاء، ويجب أن نظل مقيمين مع الطفل في المنزل، ثم تأتي دورية للاحتلال لتشرف على الاعتقال يومياً".

ووفقاً للأرقام، فقد حكم الاحتلال خلال الثلاث سنوات الأخيرة على 500 طفل مقدسي بالحبس المنزلي، ودفع غرامة مالية، وفي كل يوم تأتي دوريات الاحتلال لتتحقق من التزام العائلة بأوامر الحبس، وإذا لم يكن هناك التزام فإن الكفلاء المتمثلين بالأم والأب سيعاقبون عقابا آخر، بالإضافة إلى دفع غرامة خرق الحبس التي تصل إلى آلاف الشواكل.

البث المباشر