قائد الطوفان قائد الطوفان

أستراليا .. انحياز جديد للإجرام الصهيوني

الكاتب
الكاتب

بقلم: سليم محسن الشرفا 

أعلنت أستراليا الخميس اعتزامها تصنيف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بجناحيها العسكري والسياسي "منظمة إرهابية"، وكانت كانبيرا أدرجت سابقًا كتائب القسام الجناح العسكري لحماس على قائمتها لـ"الإرهاب"، لكن التصنيف الجديد يشمل حماس بجناحيها السياسي والعسكري.

وقالت وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية "كارين أندروز" خلال الإعلان عن تصنيف ثماني منظمات وفق وكالة الأنباء الفرنسية: "آراء حماس والجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى التي جرى إدراجها في القائمة اليوم مقلقة للغاية، ولا مكان في أستراليا لعقائدها البغيضة.

هذا القرار الأسترالي يأتي تعميقا للانحياز الكامل مع الاحتلال والارهاب الصهيوني، ودعما لحكومة الكيان التي لا تتوقف عن ارتكاب جرائمها المختلفة ضد شعبنا الفلسطيني.

كان الأجدر بأستراليا الانتصار لقيم الحرية والإنسانية والتاريخ التي تتغنى بها، من خلال دعم الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه، فلقد ثبت للقاصي والداني أن الكيان الصهيوني هو الذي يمارس الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل، وهو الذي يهدم البيوت ويقتل الأطفال ويرتكب الجرائم التي لا يمكنها وصفها سوى بأنها إرهاب دولة منظم ضد شعب أعزل لا يملك من أمره سوى الدفاع عن حقه وأرضه.

إن القرار الأسترالي الجديد لا مستقبل له، كما أن الاحتلال لا مستقبل له، ولا يمكن أن يصدق عاقل أن دولة تدعي الحرية والديمقراطية تصنف فصيلا فلسطينيا بالإرهاب، وهو يدافع عن أرضه المحتلة كما شرعت بذلك الشرائع السماوية أولاً ثم قرارات الشرعية الدولية، والتي أقرت حق الشعوب في تقرير المصير والدفاع عن أرضهم وطرد المحتلين، وأجازت بوضوح أن حق الشعوب في كافة أشكال المقاومة حق لا يقبل القسمة.

إن ما يثير الاستغراب أن القرار الاسترالي جاء بعد تقرير مهم جدا لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) صنف الاحتلال دولة عنصرية، وفضح إرهابها وطالب بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، ليأتي هذا القرار الذي يمثل مكافأة أسترالية للاحتلال على قتل الأطفال والنساء، وهذا القرار يدلل أن بعض الدول الأوروبية والأجنبية ترى بعين واحدة، ولا تبالي بحجم الظلم الذي يقع على شعبنا، بل يمكن القول إن هذه القرارات تأتي للدفاع عن الاحتلال وجرائمه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهو محاولة لقلب الحقائق وقلب الضحية إلى جلاد، والجلاد الى ضحية، لكن صمود شعبنا وحقه في الكفاح والمقاومة وتمسكه بأرضه، سيفشل هذه المحاولات ويدفنها في التراب.

على أستراليا أن تعلم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس مكون شعبي كبير وواسع وهي الفصيل الفلسطيني الأكبر، والتي فازت بالانتخابات التشريعية وحصلت على أكثر من 62% من أصوات شعبنا الفلسطيني، وإن هذا الإعلان يمثل إعلانا رسميا واضحاً لعداء لشعبنا الفلسطيني بأكمله، وصورة أكثر وضوحاً حول، النقاق العالمي الذي بات مكشوفاً للعيان في هذه المرحلة.

إن القرار الأسترالي جاء بعد أشهر قليلة من إعلان مماثل لبريطانيا، أعلنت فيه أن حماس منظمة إرهابية، قرار لم يلقَ ترحيباً سوى من سفاكي الدماء الصهاينة ومن يواليهم في العالم، لكن هذا القرار كسابقه، سيزيد حماس وفصائل المقاومة عزيمة وإصرارا على التحدي ومواصلة الكفاح حتى تحقيق أهداف شعبنا الذي لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء مهما تم اتخاذ قرارات تعسفية بحق مقاومته وفصائله.

البث المباشر