قائد الطوفان قائد الطوفان

حملوا اسم ياسين وصدام وأبو عمار

تسمية الأبناء بأسماء الرموز.. هل يؤثر على شخصيتهم؟

غزة/ أمينة زيارة

درجت على ألسنة العرب قديماً مقولة "أسماء أبنائنا لأعدائنا وبناتنا لنا" فقد أطلقوا على أبنائهم أسماء "أسد، وعنتر، وصخر"، الأمر لا يختلف هذه الأيام، فظهور شخصيات وقيادات وطنية لها باع طويل في القوة والجهاد، جعل البعض يسمون أبناءهم تيمناً بهذه الشخصيات العظيمة، فمنهم من أطلق على ابنه اسم أحمد ياسين ، وآخر صدام، وثالث رنتيسي، وياسر عرفات.

فهل يتصف حاملو هذه الأسماء بالصفات التي يتميز بها أصحابها، وهل باتت تشكل شخصياتهم؟. "الرسالة" بحثت مع أصحاب هذه المسميات كيف أثرت هذه الأسماء على شخصياتهم.

فخر لنا

"أحمد ياسين جبر" 13عاما يقول أنه يفتخر بالاسم الذي يحمله، معتبرا أن والده اختار له اسم أحمد ياسين تيمناً بالقائد والعالم الرباني الشيخ "أحمد ياسين"، ويشير الطفل جبر إلى أن لاسمه أثرا كبيرا في حياته وصقل شخصيته قائلا: منذ صغري كنت أجد الحب من معلمي في رياض الأطفال والمدرسة والمسجد عندما أنطق باسم له احترام ووقار في قلوب الناس، ومنذ ذلك الحين شعرت بعظم هذا الاسم الذي أحمله، وأصبحت عندما انطق به أمام احد ارفع راسي شامخاً لأنني أحمل اسم أطهر رجل مر في تاريخ فلسطين.

أما صدام حسن "19عاما" فيقول أنه يحب عمل الخير، فلا يطلبه أحد إلا ويلبي احتياجاته دون السؤال.

وعن تأثير هذا الاسم عليه قال: في صغري كنت أتضايق من الاسم حيث كان يسخر مني أطفال الشارع بحيث يقولون لي صدام من الصدمة والعراك، لكن عندما وعيت على الدنيا قال لي والدي أن صدام يتميز بالنخوة العربية، فقد قدم للشعب الفلسطيني الكثير.

الآن يشعر صدام بالفخر لأنه يحمل اسم قائد عربي مغوار، منوهاً إلى أنه يهوى جمع صور القائد صدام ويزين بها غرفته إضافة إلى إلصاقها على كتبه وكراساته.

وعن يوم إعدام صدام حسين قال: كان يوم استشهاد صدام حسين الأكثر إيلاماً في حياتي وحياة عائلتي، ورغم أن يومها كان عيد الأضحى، إلا أنه كان يوم عزاء لعائلتي لأننا فقدنا صاحب النخوة العربية والداعم لقضيتنا".

قوي منذ الطفولة

أما الطفل "رنتيسي داوود" 7 أعوام والذي يتميز بقوة شخصيته مقارنة بأقرانه ومن في سنه، فيملك عبقرية يشهد لها مدرسوه في رياض الأطفال والمدرسة إضافة إلى قوة الشخصية والارتجال في الحديث وسهولة حفظ سور القرآن.

وتنوه شقيقته جهاد إلى أن رنتيسي يعلم سبب تسمية والدي له بهذا الاسم وقد تابع الكثير من خطابات الرنتيسي عبر جهاز الكمبيوتر فقد أحب د. الرنتيسي كثيراً كوالده وأضحى يتخلق بأخلاقه وصفاته رغم صغر سنه.

وتضيف: يحاول رنتيسي التشبه بشخصية د. عبد العزيز في حديثه وصفاته، متمنية أن يكون شقيقها كالدكتور الرنتيسي في أخلاقه وجهاده من أجل القضية والوطن.

 لها تأثير

وترى الأخصائية النفسية والاجتماعية إيمان زيارة أن للاسم حكمة وهدفا، فالأسماء لها ارتباط وثيق بالشخص نفسه والعائلة والمجتمع المحيط، ولها تأثير كبير على طبيعة حياة الشباب، منوهة إلى أن بعضهم أصبح يتقمص صفات أصحاب هذه الأسماء شكلا ومضمونا، فمثلاً الجهاد والمقاومة التي تمثلت في الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي، والنخوة العربية في صدام حسين، وقوة الشخصية في ياسر عرفات، فقد أصبحت محط فخر ووسام شرف لهم يتباهون بها أمام الناس.

وتبين زيارة أن أكثر الشباب الذين يحملون أسماء تلك القيادات والشخصيات العظيمة يعتبرونها مفخرة لأنها تبعث على الهيبة والاحترام عندما تتردد على ألسنة الناس.

وتشير إلى أن العائلات الريفية تحب الأسماء القوية بعكس المدينة التي تسمى أبناءها بأسماء "مودرن" كما وصفتها، فاسم عمر يختلف عن تامر، وصخر لا يقارن باسم رامي، ومن هنا كان المنطلق لهذه الأسماء التي تعطي لأصحابها صفة التميز والهيبة تيمناً بأصحاب هذه الأسماء العظماء.

 

البث المباشر