أن تجري انتخابات نقابة المهندسين في جميع محافظات غزة وسط منافسة نزيهة وشفافة ومشاركة غالبية القوى الفلسطينية الفاعلة هو أمر يستحق الاشادة والتقدير، وعرس ديمقراطي ينبغي لنا جميعًا أن نسعى لاستمراره وتعميمه ليشمل كافة القطاعات النقابية والبلدية والطلابية، وصولًا إلى الانتخابات الشاملة.

اكتساح قائمة "القدس" التي تمثّل نهج المقاومة يؤكد جميع استطلاعات الرأي السابقة التي تشير بوضوح إلى إيمان الشعب الفلسطيني الراسخ بنهج المقاومة، ورفضه الاستمرار في مسار التسوية العقيم الذي وفر غطاءً سياسيًّا لكيان الاحتلال لفرض السلام الاقتصادي، والاستمرار في التوسع الاستيطاني والتطبيع مع الأنظمة العربية متجاوزًا الحق الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

مقاطعة حركة فتح دونًا عن باقي الفصائل الفلسطينية يؤكد مخاوف قيادتها من هزيمة مُحَقَّقة، وهي التي خسرت انتخابات نقابة المهندسين على مستوى الضفة والقدس في أغسطس الماضي أمام تحالف مهني مدعوم من اليسار الفلسطيني وحركة حماس.

مقاطعة حركة فتح للانتخابات النقابية يؤكد عقلية التفرد، ورفض الشراكة، التي تؤمن بها قيادات فتح، وهي التي تعيق إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتتساوق مع الاحتلال في رفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني باختيار قيادة سياسية تمثل نبض الشارع الفلسطيني.

المشاركة الواسعة والتي جاوزت 61% ممن يحق لهم الاقتراع في نقابة مهندسي غزة، مقابل مشاركة 56% ممن يحق لهم الاقتراع في نقابة مهندسي الضفة والقدس في أغسطس الماضي يشير إلى تعطُّش الشارع في غزة إلى ممارسة حقه الانتخابي وفق القانون الأساسي الفلسطيني.

ختامًا ورغم توقعاتنا بأن اكتساح قائمة "القدس" سيدفع قيادة فتح والسلطة إلى تعطيل أية ممارسة ديمقراطية مُقبلة، فإننا ندعو جميع القوى إلى تعميم هذه التجربة الديمقراطية الوطنية، فهي السبيل الوحيد لاتمام الوحدة وطي صفحة الإنقسام.

نبارك لكافة المهندسين عرسهم الديمقراطي، ودعاؤنا بالتوفيق والسداد لقائمة "القدس" الفائزة في الانتخابات.