قائمة الموقع

مقال: تحريرُ المُنظَّمة

2022-03-08T11:55:00+02:00
عمار قديح
عمار خليل قديح

من حق الفلسطينيين في كل مكان أن تكون لهم مظلة وطنية يستظلون بها، وجسم قوي يُمثلهم يحتمون به، ويعملون معاً تحت قيادته، لتحقيق وإنجاز أهدافهم بتحرير أرضهم والعودة إليها وطرد المحتل الجاثم على صدورهم وأنفاسهم وأحلامهم.

لكن مهلاً، أليست هذه المهمّات والأهداف التي تأسست منظمة التحرير بقرار من جامعة الدول العربية لأجلها عام 1964م، واعتبرت الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بناء عليها؟.

نعم هذا الكلام صحيح، لكن في قديم الزمان. فمنذ فتح مزاد التنازلات التي بلغت ذروتها بتوقيع اتفاق أوسلو، الذي اعترف بحق (إسرائيل) في الوجود، والتخلي عن المقاومة، ونبذها، والتبعية للاقتصاد الإسرائيلي، انتهى عملياً دور المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني.

لم يتبق اليوم من المنظمة سوى ثياب بالية لجسد محنَّط، بعد احتجازها رهينة لدى القيادة المتنفذة للسلطة الفلسطينية، وباتت في حكم المختطفة قسراً، وممنوع الاقتراب منها أو محاولة إنعاشها.

ولعل أبلغ وصف لحال السلطة التي أجهزت على المنظمة بالضربة القاضية مؤخراً بجعلها إحدى دوائرها، ما ذكره الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري: (البنت التي أكلت أمّها)، حيث أصبحت المنظمة مجرد هياكل مجمدة، ومؤسساتها مجرد هيئات استشارية.

وأمام هذا الحال المؤسف، والوضع المزري، أما آن الأوان لتدخل شعبي وفصائلي فاعل لإنقاذ منظمة التحرير من خاطفيها، وإحيائها من جديد، على أساس برنامج المقاومة الذي يُجمع شعبنا ونخبه على أنه الطريق الوحيد لتحقيق حلم العودة والتحرير؟.

وإلى متى سنبقى نراوح مكاننا، بينما تتحكم زمرة فاسدة منغمسة في وحل التعاون الأمني والخياني مع الاحتلال المجرم، بمصير شعب يقدم كل يوم مزيداً من التضحيات؟.. زمرة هدفها البقاء على رأس السلطة إلى ما لا نهاية، وتحارب بشدة كل محاولات الشراكة الوطنية أو التدخل للإصلاح.

المطلوب في رأيي التحرك الجاد من المسؤولين والقيادات والنخب وجميع أبناء شعبنا الأحرار في كل مكان، لتشكيل جبهة وطنية مهمتها الأساس إنقاذ منظمة التحرير، والعمل بقوة لإطلاق سراحها من يد خاطفيها، ومن ثَمّ إعادة تشكيلها وفق أسس وقواعد وأهداف نضالية وحدوية تجمع ولا تفرق، تسدد وتقارب ولا تقصي أحداً، مثلما تفعل الطغمة الخاطفة.

اخبار ذات صلة