قائمة الموقع

الطفل الطويل ضحية جديدة لتحويلات السلطة الطبية

2022-03-10T11:17:00+02:00
الرسالة نت– مها شهوان

رحل الفتى لؤي الطويل -15 عاما- دون أن يدري ما هو مرضه، فبعد أيام قليلة من آلام ظهرت عليه، وتسببت بشلل في يده ورجله اليسرى، عُرض على الأطباء بغزة فتبين من خلال صور الأشعة أن السبب ورم في الجهة اليمنى من الدماغ، ويقتضي ذلك تحويله إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة.

حالة من الصدمة انتابت عائلة الفتي، وبعد محاولات عدة لإنقاذ ابنهم تمكنوا من الحصول على تحويلة طبية، استقر الحال بأن يكون المرافق عمه "أبو حسام" بعد رفض الاحتلال إصدار تصريح لوالديه، فكان له الأب في رحلة علاجه القصيرة المحفوفة بالصعاب كما وصفها "للرسالة نت".

بصوت مقهور، تحدث العم أبو حسام عن رحلة علاج ابن أخيه قائلاً: "فور وصولنا لمستشفى المقاصد، استقبلتنا بحفاوة الكوادرُ الطبية، وأجرى الأطباء الفحوص اللازمة لـ "لؤي" وبعدما تبين أن الورم في الدماغ ككل ولا بد من أخذ خزعة لمعرفة نوع الورم، رفض الأطباء التدخل الجراحي لخطورته على حياة الفتى.

احتاجت النتيجة عشرة أيام، حتى ظهور النتائج الأولية التي تفيد أنه يعاني من مرض سرطاني من الدرجة الثالثة، وعلى إثره جرى تحويله إلى مستشفى المطلع المتخصص بالعلاج الكيماوي والإشعاعي بخلاف المقاصد المتخصص بالجراحة.

بدأت رحلة عذاب الفتى وعمه في الحصول على سرير في مستشفى المطلع منذ وطأته قدماهما، فالاستقبال كان في غاية السوء، والقول لعم الفتى.

يقول بحسرة كبيرة: "بمجرد أن وصلت قسم الاستقبال ذُهلت من المعاملة السيئة لمرضى غزة، فالنساء المريضات نائمات على الكراسي وأخريات يفترشن الأرض (..) السكرتيرة تصرخ وتتعامل باستعلاء بمجرد أن تعرف أن المريض من غزة وتردد "اللي مش عاجبه يروح".

ويضيف: "حاولت إدخال لؤي إلى المستشفى لكن رفضوا بحجة عدم وجود تحويلة طبية للمطلع، وحاولت كثيراً إيجاد حل حتى سمحت لي السكرتيرة بالدخول عند الطبيب وكلفني ذلك دفع 120 شيكل مقابل أن أتحدث مع الطبيب فقط".

شاهد الطبيب فحوص لؤي وكتب له علاجاً بتكلفة 700 شيكل وكان بتغطية من ذويه وليس المستشفى، ثم رفضوا وجوده طالما لا توجد تحويلة طبية.

حاول العم كثيراً إخفاء الحقيقة عن ابن اخيه، فحين كان يتساءل عن مرضه يخبره أن لديه التهابات فقط، وحين يشتد عليه الألم يقول له "حنروح على غزة مبسوطين".

تواصل مرافق الفتى أبو حسام مع دائرة التحويلات الطبية في غزة التي تتبع سلطة رام الله، فأخبروه بالسعي لتغطية علاج المريض، لكن بسبب تأخير الدفع قرر العم العودة إلى غزة لحين حصوله على تغطية مالية لمستشفى المطلع الذي وصفه بالعذاب الأكبر لمرضى قطاع غزة.

ويشير إلى أنه منذ وصوله إلى غزة تنقل الفتى بين شهداء الأقصى والشفاء والتركي، وبعد ثلاثة أيام فارق الحياة، معلقاً "مات الولد لأنه مش من عظام الرقبة".

الطويل ليس الحالة المرضية الأولى التي تحصل على تحويلة طبية للعلاج في القدس أو الداخل المحتل، وتعيش ويلات تأخر التغطية المالية، فالعشرات من المرضى وقعوا في هذا الفخ وكانت النتيجة وفاة المريض.

وكالعادة، حالة من الغضب انتابت المواطنين في قطاع غزة الذين عبروا عن امتعاضهم من استغلال المرض لمعاقبة أهل غزة دون رأفة بأوجاعهم وآلامهم، وتساءلوا "هل بات أهل غزة خارج أي تغطيات؟ غزة التي تأخذون أموالها من المقاصة وتساهم في دعم موازنة السلطة يتم حرمان مرضاها ويموتون تهميشاً، إلى متى سيظل العلاج حكراً على عظام الرقبة.

اخبار ذات صلة