يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة طارئة بطلب من روسيا لبحث ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، وذلك بعدما اتهمت موسكو كل من كييف وواشنطن بتصنيع أسلحة بيولوجية لنشر أمراض فتاكة عن طريق الحيوانات، وهوا ما نفته الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وقالت مصادر دبلوماسية للجزيرة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مفتوحة اليوم بشأن التطورات في أوكرانيا، تقدم خلالها إيزومي ناكاميتسو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إحاطة للمجلس.
وذكر ديمتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن في تغريدة على حسابه في تويتر أن البعثة الروسية طلبت عقد الاجتماع لمناقشة ما وصفها بالأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة على أراضي أوكرانيا.
مختبرات بيولوجية
وتتهم روسيا حكومة كييف بأنها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وطلبت موسكو من الإدارة الأميركية أن تفسر للعالم سبب دعمها لما تصفه بأنه برنامج بيولوجي عسكري في أوكرانيا، يشمل مسببات لأمراض فتاكة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة عن طريق الطيور المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الخميس في تصريحات صحفية إن موسكو كشفت أدلة عن برنامج سري تموله واشنطن في أوكرانيا لتطوير أسلحة بيولوجية، وذلك خلال ما سمته المتحدثة العملية العسكرية الخاصة التي بدأتها روسيا في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت الاثنين الماضي إن ثمة 30 مختبرا بيولوجيا للولايات في أوكرانيا.
وسبق لروسيا أن اتهمت في 2018 الولايات المتحدة بأنها أجرت سرا تجارب بيولوجية بمختبر في جورجيا، وهي على غرار أوكرانيا جمهورية سوفياتية سابقة تسعى للانضمام إلى كل من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.
واشنطن والناتو
وردا على الاتهامات الروسية، نفت الولايات المتحدة أول أمس الأربعاء مزاعم موسكو، ووصفتها بأنها "سخيفة" ولمحت إلى أن روسيا ربما تكون تمهد لاستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان مساء أول أمس إن روسيا "تختلق ذرائع كاذبة في محاولة لتبرير أفعالها المروعة في أوكرانيا".
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن اتهام روسيا لبلادها بتصنيع أسلحة بيولوجية في أوكرانيا هو نوع من التضليل، وإن موسكو تمتلك برنامجا بيولوجيا وكيميائيا.
وقال متحدث باسم الرئاسة الأوكرانية إن كييف "تنفي بشدة أي ادعاء من هذا القبيل"، في إشارة إلى الاتهامات الروسية السابقة.
وصرحت المتحدثة باسم حلف الناتو أوانا لونجيسكو أن "الأكاذيب حول الأسلحة الكيميائية هي جزء من تكتيكات التضليل الروسي القاتل"، وأضافت في بيان "الحقيقة هي أن الكرملين استخدم أسلحة كيميائية محظورة ضد معارضين مثل أليكسي نافالني".
وذكرت وكالة رويترز أن أوكرانيا مثلها مثل دول كثيرة أخرى، تملك معامل صحية تجري أبحاثا حول كيفية التصدي لتهديدات أمراض خطيرة تصيب الحيوانات والبشر. وتلقت معاملها دعما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية.
وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية صرحت أمس الخميس بأن كييف لا تسعى لحيازة سلاح بيولوجي أو نووي كما تروج روسيا، مضيفة أن أوكرانيا تدير مختبرات بحث بيولوجية، وأن واشنطن تساعدها في مجال الأمن البيولوجي.
ونقلت رويترز عن منظمة الصحة العالمية قولها إنها نصحت أوكرانيا بالتخلص من الجراثيم عالية الخطورة في مختبراتها.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تشن منذ 24 فبراير/شباط الماضي حربا على جارتها أوكرانيا تحت مبرر نزع الأسلحة التي تشكل تهديدها للأمن الروسي، وتحضير كييف لشن هجوم على قوات الانفصاليين الذين تدعهم موسكو في منطقتين لوغانسك ودونيتسك، والذين أعلنوا قبل سنوات الانفصال عن كييف.
المصدر : الجزيرة + وكالات