بسبب محاربة المحتوى الفلسطيني

الحرب (الروسية الأوكرانية) تفضح مصداقية "ميتا"

غزة- مها شهوان

تتصيد شركة ميتا "فيسبوك"، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، أي منشور أو صورة أو حتى فيديو ينشره الفلسطيني تعبيراً عن غضبه من سياسة الاحتلال الإسرائيلي، والأحداث الساخنة التي تجري، سواء في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس، فتعمل على إغلاق الصفحات ومحاربة المحتوى الفلسطيني بحجة منع العنف والتطرف.

لكن الحرب "الروسية الأوكرانية" فضحت مواقع التواصل الاجتماعي، ودحضت حججهم لحذف وحظر المحتوى الذي ينشره الفلسطيني، وذلك حين عدّل فيسبوك خوارزمياته لصالح أوكرانيا وسمح لمواطنيها بنشر العنف والتحريض على منصاتها ضد "الروس".

وبعد متابعة الكثير من الصفحات الأوكرانية التي تشجع على قتل الروس وتنشر صوراً ومنشورات تحث على القتل والعنف، علّق خالد صافي خالد صافي استشاري ومتخصص تسويق رقمي بمنشور على صفحته الفيسبوك بالقول: "عدلت شركة ميتا خوارزمياتها، وسمحت للأوكرانيين بالتعبير عن

آلامهم، ليس ذلك فحسب بل أكدت أن من حقهم النشر على منصات "ميتا" منادين بالموت لفلاديمير بوتين، والموت للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو".

وتابع:" ما هو حلال لأوكرانيا اليوم كان حرامًا على السوريين والفلسطينيين بالأمس، حيث لا يسمح لنا بذكر الاحتلال الإسرائيلي بكلمة، ولا الحديث عن مـقـاومتنا إلا بالحروف المقطعة، ومازال الفلسطيني يُصلب على أبواب فيسبوك الزرقاء ويُعدم محتواه قبل أن يصل إلى الأصدقاء".

وذكر صافي في منشوره الذي نقلته "الرسالة نت" أن هذه الحرب تستحق أن تسمى بالفاضحة، فهي تكشف يومًا بعد يوم، انحياز هذه المنصات لطرف على حساب آخر، رغم أنها من ادعت دفاعها عن القيم والمبادئ والوقوف على الحياد في القضايا الأممية.

وتوقع ألا يصل منشوره الذي عقب فيه حول انحياز ميتا لصالح الأوكرانيين، لعدد كبير من أصدقائه بسبب سياسة تقييد المحتوى الفلسطيني.

بدوره، ذكر سائد حسونة، استشاري الإعلام الاجتماعي، أن سياسة مواقع التواصل الاجتماعي تكيل بمكيالين حيث تحظر المحتوى الفلسطيني وتسمح بمحتوى عنيف ضد روسيا.

ويقول "للرسالة نت": "لا شك أن التغيير الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر فرقاً صادماً خصوصاً في شركتي ميتا وقوقل على منصة يوتيوب، اللتين تعتبران أنهما من صانعي المعايير الحديثة للمجتمع الافتراضي، بجانب ما تمارسه وسائل الإعلام التقليدية من عنصرية عرقية وإنسانية".

ولفت حسونة إلى أن سياسة ميتا في التعامل مع المحتوى الأوكراني تنفي مزاعم فيسبوك بأن ما يحدث مع المحتوى الفلسطيني من محاربة هو نتيجة خلل في الخوارزميات، ويؤكد مدى قدرتها على تقييد العنف ودعاوى القتل ضد الفلسطينيين التي ينشرها المستوطنون الإسرائيليون.

وأوضح أنه يمكن تقنياً لهذه الشركات تحديد الخطاب الإعلامي من أي قضية بما يناسب سياسة مالكي الشركات والمنتفعين من هذه الميزات مثل الاتفاق الشهير بين فيسبوك وحكومة الاحتلال.

وتطرق في حديثه إلى قدرة الاستجابة السريعة لمواقع التواصل الاجتماعي مع قضية الحرب الروسية الأوكرانية على عكس ما يجري من معاداة للمحتوى الفلسطيني الذي عانى لأكثر من خمس سنوات وما يزال.

البث المباشر