قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسير أيمن الكرد.. حياة دون قدمين

أيمن الكرد
أيمن الكرد

الرسالة نت- رشا فرحات

لم تعد الحرية حلماً للشاب الأسير أيمن الكرد، بل إن هناك حلماً أهم، وهو تخفيف هذه الآلام الممتدة منذ اعتقاله قبل ثلاثة أعوام، والتي لا تعطيه فرصة للنوم ولا حتى لحياة داخل زنزانة. حياة أصبحت مليئة بالأنين الموجع، الذي انتهى به مقعداً على كرسي متحرك.

بدأت الحكاية في 2016 وتحديداً في التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر في أوج غضب المقدسيين، قرر الشاب المقدسي أيمن الكرد وهو من سكان بلدة كفر عقب أن يثأر للأقصى فأقدم على محاولة طعن أصاب خلالها شرطيين بجروح خطيرة.

أطلق الاحتلال على جسد أيمن ١٣ رصاصة، ومنع سيارة الإسعاف من الوصول إليه، وظل هكذا ينزف حتى اعتقد الكثيرون أنه فارق الحياة، لفقده كمية كبيرة من الدماء قبل أن يسمح الجنود لسيارات الإسعاف بالوصول إليه.

هناك في مستشفى يتبع للسجون، تعرض أيمن لإهانة وقسوة وإهمال حتى إنه لم يقدم له علاج طارئ يتناسب مع خطورة حالته، وأكمل فترة علاجه مكبلاً.

أيمن اليوم بعد ست سنوات على اعتقاله، فقد القدرة على تحريك الجزء الأسفل من جسده، ويحلم فقط بأن يوقف تلك الآلام التي تتجمع في قدميه والتي حرمته حتى طعم النوم.

شقيقه عمار الكرد يقول: "شقيقي بحاجة لعملية، في السجن لا يوجد اهتمام ومراقبة، لقد أصبح مشلولاً ويعاني من ظروف إنسانية سيئة منذ اعتقاله ولا أحد يلتفت لوضعه، أخي أيمن لا يطلب حرية، يطلب أن يخفف عنه الألم، يحلم أن ينام ليلة كاملة".

الأسير محمد البكري يتحدث عن رفيق زنزانته أيمن ويقول: "رافقت أيمن بالسجن سنتين ونصف وعشت معه فترة ألمه كاملة، أيمن غرقان ولا أحد يسمع صوته، يعاني من أوجاع كثيرة مرعبة تراكمت عليه، يحتاج عناية طبية خاصة، ومع دخول فصل الشتاء دخل الرعب معه، لأن أقدامه مزروعة بالبلاتين وهذا يزيد الشعور بالبرد، خاصة في ظل عدم توفير وسائل التدفئة داخل الزنازين".

يضيف الكرد:" أقام أيمن في بداية اعتقاله في مستشفى هداسا وأجريت له عملية في عموده الفقري، وجعه دائم ويأتي على شكل هجمات مرعبة، ثم بعد اعتقاله أهمل الاحتلال وضعه الطبي، ولعام كامل وهو لا يشعر بقدميه، لكنه استعاده الشعور بهما بعد مواظبته على التمارين الرياضية بنفسه من الزنزانة، رغم أن إدارة السجون لم تقم بفحصه ولا عرضه على طبيب، وقد عرفت مؤخراً أن كل خلايا قدميه قد ماتت ولا مجال أو أمل بالعلاج".

هيئة شؤون الأسرى بدورها طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بعدم الصمت على وضع الأسير أيمن الكرد الذي يعاني من خلل في الجهاز العصبي والهضمي، ويتنقل بواسطة كرسي متحرك ويعاني وضعاً صحياً صعباً في عيادة سجن الرملة جراء سياسة الإهمال الطبي التي أدت لتفاقم حالته الصحية بعد إصابته بالرصاص عام 2016، إذ تُرك في سجن يفتقر للظروف الصحية المناسبة لحالته المرضية التي تستوجب المتابعة وتوفير العلاج.

وقد كانت محكمة مركزية في القدس المحتلة قد أصدرت حكماً عام 2018 بالسجن 35 عاماً بحق الأسير المقدسي الجريح أيمن حسن محمد الكرد (22 عاما)، وفرضت عليه دفع تعويض مالي لجنديين (إسرائيليين).

واعتقل أيمن الكرد في سبتمبر 2016 بمنطقة باب الساهرة في القدس بعد أن أصيب بجروح خطيرة بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه من مسافة قريبة.

إبراهيم نجاجرة مدير هيئة شؤون الأسرى في الخليل يقول تعقيباً على أوضاع الأسرى المرضى: "سلطات الاحتلال تتعامل مع الأسير الكرد وغيره من الأسرى المرضى على أنهم لا يحق لهم الحصول على العلاج ولا الرعاية الصحية اللازمة، وبالتالي تعرض الكرد لسياسة الإهمال الطبي حتى تدهورت حالته وحدث معه شلل نصفي ويقبع الآن في عيادة سجن الرملة دون تدفئة أو فحوصات أو عمليات وحتى ظروف الحياة اليومية تفتقد لأدنى مقومات الحياة".

يلفت النجاجرة إلى أن هناك 16 أسيراً مرضى يتفرقون في زنازين الاحتلال ويعانون من سياسة الإهمال الطبي، في ظل غياب المؤسسات الحقوقية والدولية التي لم يسمح لها الاحتلال يوماً بالدخول إلى المعتقلات أو النظر في واقع حياة الأسرى داخل السجون.

 

البث المباشر