يوافق اليوم الخميس، الذكرى التاسعة لوفاة خنساء فلسطين النائب في المجلس التشريعي أم نضال فرحات، بعد رحلة جهادية مشرّفة، قدّمت خلالها ثلاثة من أبنائها شهداء، وهي أول فلسطينية تودع نجلها قبل خروجه لتنفيذ عملية استشهادية.
وولدت مريم محمد يوسف محيسن "فرحات" المعروفة بخنساء فلسطين في حي الشجاعية في مدينة غزة في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر عام 1949، وهي متزوجة ولها ستة أولاد وأربع بنات.
درست المرحلة الأساسية في مدارس غزة، والثانوية قي مدرسة الزهراء وحصلت على شهادة الثانوية العامة.
عاشت فرحات حرب عام 1956 وتأثرت بالمد القومي بداية ستينيات القرن الماضي، وشهدت نكسة حزيران عام 1967، وانتمت إلى الحركة الإسلامية أواخر ستينيات وبدايات سبعينيات القرن الماضي.
وأصبحت أمينة مكتبة المجمع الإسلامي، وفاعلةً في نشاطاته الدعوية والاجتماعية والثقافية، وانضمت إلى حركة حماس فور تأسيسها.
وبدأت تأوي مطاردي كتائب القسام في منزلها، مثل محمد الضيف، وعوض سلمي، ومحمد دخان، ورائد الحلاق، وتيتو مسعود، وأيمن مهنا، وعماد عقل الذي بقي ما يقارب عامًا كاملًا مختبئًا عندها إلى أن استشهد في منزلها بعد اشتباكه مع قوة صهيونية عام 1993.
ونشطت في تعبئة الشعب خصوصًا الشباب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وانضم أبناؤها إلى كتائب القسام، كما أنها قدمت طلبًا للسماح لها بتنفيذ عملية استشهادية، واعتادت زيارة أماكن الرباط التي كان يتواجد فيها المقاومون، واشتركت في إطلاق صواريخ كتائب القسام.
وانخرطت فرحات بالعمل النسوي والمؤسساتي؛ فكانت رئيسة جمعية الشموع المضيئة لرعاية أبناء الشهداء، واهتمت بإغاثة الأسر الفقيرة.
كما شاركت في انتخابات المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح عام 2006، وفازت فيها، وأصبحت عضوة في لجنة التربية في المجلس، وسافرت ضمن وفود المجلس إلى عدة دول، وأصبحت من قيادات الحركة في قطاع غزة.
وعانت فرحات أثناء مسيرتها النضالية؛ حيث استشهد ثلاثة من أبنائها وهم؛ محمد الذي نفّذ عملية اقتحام مستوطنة عتصمونا عام 2002، ونشر لها فيديو وهي تودعه، واغتال الاحتلال ابنها الأكبر نضال أحد قادة ومهندسي الصواريخ الأوائل في كتائب القسام عام 2003، وابنها الأصغر رواد الذي اغتالته طائرات الاحتلال بقصف سيارته عام 2005.
واعتقلت قوات الاحتلال ابنها وسام عام 1994 وحكمت عليه بالسجن 11 عامًا، وأصيب ابناها مؤمن وحسام، وقصفت طائرات الاحتلال منزلها أربع مرات، وعانت في آخر سنوات حياتها من الأمراض وتنقلت بين غزة ومصر وسوريا للعلاج.
وتوفيت بعد معاناة مع المرض في مستشفى الشفاء في غزة في السابع عشر من آذار/ مارس عام 2013، ودُفنت في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة.