قائد الطوفان قائد الطوفان

تقدير إسرائيلي: خسارتنا مضاعفة على جبهتي أوكرانيا وإيران

القدس المحتلة- الرسالة نت

مع تفاقم التهديدات الأمنية المحيطة بدولة الاحتلال، لاسيما مع بدء العد التنازلي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، بجانب اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، التي قد تترك تأثيرها على المصالح الإسرائيلية بعيدة المدى، لكن السلوك الحكومي إزاء هذه التطورات دفع أوساطا سياسية نافذة لاتهام الحكومة بالسلبية وعدم التحرك، ولعلها منذ قيام الدولة، أو على الأقل منذ 1967، تبدو الحكومة صامتة أشبه ما يكون بـ"صمت الخراف"، وفقا لتعبير الوزير السابق يوفال شتاينتس.


في الوقت ذاته، تبدي المحافل الإسرائيلية انزعاجا من الطريقة التي استقبلت بها الولايات المتحدة كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، لبحث جملة تطورات أمنية متلاحقة في المنطقة، مما أشاع أجواء من الصدمة الإسرائيلية إزاء هذا الاستقبال الموصوف بأنه "فاتر"، الأمر الذي يعمل في المقابل على تحفيز إيران وحلفائها، في ظل امتناع واشنطن عن تبني الموقف الإسرائيلي الداعي للمزج بين العقوبات الشديدة والتحرك العسكري.


أمنون لورد، الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكر أن "إسرائيل مطالبة بلوم نفسها في المقام الأول، لأنه منذ تشكيل الحكومة الجديدة أهملت هذا التهديد، وانتقلت لمحاولات إقناعها في الغرف المغلقة، ومنحت وعدا بأنها لن تفاجئ الأمريكيين بأي تحرك ضد إيران، وبذلك فقد تخلت عن الأدوات الفعالة لديها، رغم أن الولايات المتحدة لا زالت تملك القدرة على العمل عسكريا ضد إيران، لكن ما ترفض الحكومة الحالية استيعابه أن إدارة بايدن الديمقراطية، ترى إسرائيل المشكلة، وليست إيران".

وأضاف أن "تزامن قرب إنجاز الاتفاق النووي الإيراني مع اندلاع حرب أوكرانيا، يعني أن إسرائيل تخسر على الجبهتين حتى الآن، وينظر إليها على أنها تفيد الرئيس فلاديمير بوتين في المسألتين، وهذا خطأ استراتيجي، لأن إسرائيل لم تبدي انخراطا أكبر مؤخرا في أنشطة ضد البرنامج النووي الإيراني، بما فيها ممارسة ضغط عسكري قوي، مع عقوبات شديدة، مع العلم أن واشنطن "تستخدم" أصواتًا إسرائيلية لإضفاء الشرعية على تحركاتهم".


اللافت أن الاستخلاصات الإسرائيلية من تطورات اتفاق إيران النووي وحرب أوكرانيا تبدو متشائمة جدا، ولئن كان لا يوجد سوى منتصر واحد في الحرب وهي الصين، فإن هناك أيضا خاسر واحد بجانب أوكرانيا، وهي تل أبيب، وسط اتهامات للإدارة الأمريكية وسياساتها تجاه هذين الملفين، لأن أجواء القواعد الحزبية للتقدميين الديمقراطيين لديها قناعة تسللت إلى البيض الأبيض والبنتاغون والخارجية مفادها أن إسرائيل تريد جرنا إلى الحرب في إيران، وحليف سيء في قضية أوكرانيا.


في الوقت ذاته، تبدي الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قلقها من إنجاز الاتفاق النووي الإيراني بصورته النهائية من جهة، وتوسع الحرب الأوكرانية من جهة أخرى، لأنها في هذه الحالة تبدو مقيدة، ومرهونة بالتوجهات الأمريكية، غير المعروفة مآلاتها النهائية حتى الآن.

المصدر: عربي٢١ 

البث المباشر