ضربة جديدة سدّدها ثائر فلسطيني مقدام في مرمى قوى الأمن الصهيونية، ضربة أصابت التقديرات الأمنية الصهيونية في مقتل، حيث أقدم الشهيد محمد غالب أبو القيعان من النقب المحتل على طعن أربعة مستوطنين أدت إلى مقتلهم، وإصابة آخرين.
هذه العملية الثورية الفدائية جعلت المحتل يهيم على وجهه بعد أن ظنّ أنه استطاع تحييد الفلسطينيين في الداخل المحتل، وأنه نجح في تدجينهم، فجاءت هذه العملية؛ لتخيّب ظنونه، وتحطّم آماله، وتكسر غطرسته وعنجهيته، وتربك حساباته.
فبعد أن كان العدو يخطط ليل نهار في محاولة تمرير شهر رمضان بشكل هادئ، وتعمل أجهزته الأمنية كخلية نحل، بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى؛ لتحقيق هذا الهدف، جاءت هذه العملية البطولية؛ لتشتّت جهوده، وتنبئ أن شعبنا الفلسطيني لا يقبل الدنيّة في حقوقه، ولتدلّ دلالة واضحة على أنها ردّ طبيعي على مخططات الاحتلال الاستيطانية في النقب.
ولعل أبرز الرسائل التي حملتها هذه العملية:
١. أن شعبنا الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة في استعادة حقوقه، وصدّ اعتداءات المحتل، ومخططاته.
٢. أن أهلنا في الداخل المحتل هم جزء أصيل من مقاومة شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال، وان محاولة التدجين والتحييد التي مارسها الاحتلال باءت بالفشل.
٣. أن مخططات الاحتلال لتهدئة ثورة الفلسطينيين، أو إخمادها في ظل استفزازاته، وممارساته العنصرية، ومحاولة تمرير "رمضان هادئ" انقلبت عليه، وأفرزت هذه العملية البطولية.
٤. هذه العملية تحمل رسالة بشرى بأن شهر رمضان هو شهر التضحية والفداء، وأن هذه العملية ما هي إلا باكورة مسلسل طويل ضد الاحتلال، وممارساته.
٥. عملية بئر السبع تدلّ على فشل أجهزة الاحتلال الأمنية ومخابراته، التي لم تستطع استشراف مثل هذه الأحداث، هذه الأجهزة التي طالما تغنّى الاحتلال بنشاطها، وفاعليتها.
وأخيرا: في العملية رسالة مباشرة للاحتلال بأن يُوقف ممارساته العنصرية، واستفزازاته، سواء في مشاريع تهجير قرى النقب، أو تدنيس المقدسات، أو تهجير أهالي الشيخ جراح.