غزة-الرسالة نت
نجح الدكتور محمد حبيب (36 عاماً) اختصاصي قسطرة القلب في مستشفى "غزة الاوروبي" جنوب قطاع غزة، في تحقيق نجاح عالمي، حيث تمكن من معالجة ورم متفجر داخل بطن مريض فلسطيني من خلال القسطرة بدلاً من الجراحة لأول مرة على المستوى العالمي.
ورغم محدودية الأجهزة والمعدات الطبية وضعف الاحتكاك بالخبراء من الخارج، إلا أن حبيب الحاصل على درجة الدكتوراة من جامعة "أسطنبول" نجح في إجراء العملية بمساعدة طاقم من الأطباء الفلسطينيين، خصوصاً بعد أن سدت الطرق أمام مريضه للسفر إلى مصر أو (إسرائيل)، الأمر الذي دفعه إلى البحث الجدي عن كيفية التخفيف عن المريض الذي يتألم من دون أن يستطيع أحد القيام بشيء من أجله.
وانعكس الحصار الإسرائيلي الذي يخضع له قطاع غزة منذ نحو 4 سنوات على مختلف مجالات الحياة، خصوصاً قطاع الصحة الذي تأثر بصورة كبيرة سواء على صعيد تعطل الأجهزة الطبية وعدم وجود بدائل لها، أو الحرمان من التوصل مع المؤسسات الصحية خارج القطاع.
وقال حبيب: "لم يكن أمامنا خيارات كثيرة، وكان لابد من القيام بهذه المخاطرة الكبيرة التي لم تجرى من قبل"، مضيفا " أخذنا التحدي على عاتقنا وبعد الاطلاع على عمليات مشابهة أجريت على مستوى العالم، نجحت العملية والحمد لله وسجلت في مجلة كندية متخصصة في قسطرة القلب كأول تجربة من نوعها عالمياً".
وذكر أنه هذه العملية كانت فاتحة خير لمزيد من التطور النوعي في مستوى الخدمات الطبية المقدمة في المستشفيات الفلسطينية في القطاع، إذ تم إجراء مجموعة من العمليات لأول مرة في غزة، لافتاً إلى أن هذه العمليات توفر أموال طائلة كانت تحتاجها عبر برنامج العلاج في الخارج التي تموله وزارة الصحة.
وقال: "الآن نقوم في قسم قسطرة القلب بعمليات لحوالي 70 في المئة من الحالات التي كانت تحول إلى العلاج في الخارج". وأضاف: "القدرات البشرية المحلية تحتاج فقط إلى مزيد من التأهيل والتدريب، حتى يمكنها مواجهة الحصار الإسرائيلي الذي يحرم مرضى القطاع من السفر إلى الخارج".
ويشتكي حبيب من قلة عدد المعدات والأجهزة الطبية التي يحتاجه القطاع الطبي، خصوصاً وأن تعطل بعض الأجهزة يعرقل العمل فيها لفترات طويلة، لكنه في الوقت ذاته يأمل في أن يتم تجاوز هذه المشكلة عبر توفير هذه المستلزمات من جهة وإتاحة الفرصة للكوادر الفلسطينية للتدريب سواء محلياً أو خارجياً.
وأوضح أنه لا يمكن لأحد إنكار دور الحصار في حرمان الأطباء من الاحتكاك بالخبرات الخارجية، والاستفادة من الدراسات الجامعية العليا أو الدورات، لافتاً إلى أن الكفاءات الفلسطينية مميزة وتستطيع القيام بالكثير لو وفرت لها الإمكانات المطلوبة.