منذُ بدايةِ العام يعتصمُ أهالي وادي الربابة أمامَ ما يُسمى محكمةُ الاحتلال المركزية، ضد استيطان أراضيهم ومصادرتِها لصالحِ ما يُسمى سلطةُ الطبيعة الإسرائيلية.
وبالأمسِ، شاركَ عشراتُ المقدسيين والمتضامنين، بوقفةٍ في الوادي ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، رفضاً لمخططاتِ سلطاتِ الاحتلال الإسرائيلي الراميةِ إلى تحويل أراضي وادي الربابة إلى حدائقَ "توراتية".
وأفادت مصادرُ صحفية أن الوقفة التي دعت إليها لجنتا الدفاع عن سلوان وعن حي وادي الربابة، تخللتها جولاتٌ داخلَ الأراضي وحولَها، نُظمت ضمن برنامجِ فعالياتٍ سيتم ترتيبُها خلال الفترة المقبلة.
أحمد سومرين عضوُ رابطةِ حمائل سلوان يقول إن أراضيَ وادي الربابة تعودُ لعائلة "سومرين"، وكانت تقطنها أيضاً عائلات الشويكي وشقير والزغل. وجاء الاعتصام منذ بداية العام تضامناً مع العائلة التي قرر الاحتلال مصادرة أراضيها.
ويلفت سمرين إلى أنهم لن يتنازلوا عن أي شبر من أراضي سلوان لاحتلال يريد أن يسرقها ليحولها إلى مسارات تلمودية، موضحاً أن الاحتلال غيّر الشجرَ والترابَ ليقلب طابع الأرض القديمة المزروعة بأشجار الزيتون أباً عن جد وعمرها عشرات السنوات.
ويقول إن الاحتلال يزرع شجراً جديداً غير معروف لصناعة هوية أرضٍ جديدة لتغيير التاريخ.
ويضيف: "نحن أصحاب الأرض اليوم والأمس وبعد مائة سنة، وسنبقى هنا معتصمين حتى زوال الاحتلال، ولن نفرّط بأي شبرٍ من أرضنا، وكلُّ أهالي القدس يجب أن يأتوا ليتضامنوا معنا لأن الأراضيَ هي مدخلُ سلوان، والسيطرةُ عليها سيطرةٌ على سلوانَ كلِّها".
وحسبَ لجنةِ الدفاع عن أراضي وعقاراتِ سلوان، فإنَّ الأرضَ تبلغ مساحتُها 4 دونمات، في المنطقة الواقعة أول حي وادي الربابة الذي تقدر مساحته بـ60 دونماً، وهو مهدد بالمصادرة لإقامةِ جسرٍ تهويدي بين حي الثوري ومنطقةِ النبي داود مروراً بحي وادي الربابة، بطول 197 متراً، وبارتفاع 30 متراً.
وتوجد في حي وادي الربابة بؤرةٌ استيطانية، كما يعمل الاحتلال على مصادرةِ مزيدٍ من أراضيها لصالح مشاريعه الاستيطانيةِ وخاصةً في المناطق القريبة من المسجد الأقصى.
صالح الشويكي، عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس، أشارَ إلى أن الجمعياتِ الصهيونيةَ تدعي أنها تريد استصلاحَ الأراضي، وعائلة سومرين هي الثالثة بعد شقير وشويكي التي هدم الاحتلال بيوتهم واقتلع أراضيهم خلال العامين الماضيين، وهذا أدى إلى تشريد أكثر من عشرين شخصاً.
ويقول الشويكي: "الاحتلال يصادر الأراضيَ بحجة الاستصلاح، وفجأة تقام فيها المباني والعمران والمشاريع، فيحرم أصحابَها منها لكي يبنسَ المستوطنات.
ويتابع: "لا يجوز لأي دولة محتلة أن تحرم أهل البلد من أراضيها وممتلكاتها، لكنَّ (إسرائيل) دولةٌ عنصريةٌ، وتعتقد أنه من حقها سلبَ الأرض، وأن جميع الشعوب الأخرى خدّام لهم، وبناءً على هذه الفكرة يتصرف.
ولتحقيق مخططاتِه، حرم الاحتلالُ المواطنينَ من زراعة الزيتون لعدةِ أعوام، فلجأ لخلع أشتالِ الزيتون للمزارعين، كما جلب المستوطنين للتخطيط لما يُسمى الحدائق التوراتية، التي تتضمن مشاريعَ استيطانيةٍ تهويديةٍ، ومصادرة الأرض ووقف التمدد السكاني للمقدسيين، وتحويلها لمراكز ومحطات رئيسية لتمرير الرواية التلمودية للإسرائيليين، وتجذير التراث اليهودي بالتهجير الجماعي للمقدسيين.